المنشورات

الحزورة

بزيادة هاء التأنيث: موضع بمكّة يلى البيت، وفيه دفن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله، ابن أخى طلحة بن عبيد الله، وكان قتل مع ابن الزّبير؛ فلمّا زيد فى المسجد الحرام، دخل قبره فى المسجد؛ ذكر ذلك الزبير بن أبى بكر.
وقال الغنوىّ:
يوم ابن جدعان بجنب الحزوره ... كأنّه قيصر أو ذو الدّسكره
وروى الزّهرىّ قال: أخبرنى أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عدى «2» ابن حمراء الزّهرىّ أخبره، أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو واقف بالحزورة فى سوق مكّة: (والله إنّك لخير أرض الله، وأحبّ أرض الله إلىّ، ولولا أنّى أخرجت منك ما خرجت) .
وهذا من الأحاديث الصحاح، التى خرّجها الدار قطنىّ، وذكر أن البخارىّ ومسلما أغفلا تخريجه فى كتابيهما، على ما شرطاه. وهذا الحديث من أقوى ما يحتجّ به الشافعىّ فى تفضيل مكّة على المدينة. قال أبو الحسن على بن عمر الدار قطنىّ: (نا) «3» أبو بكر النيسابورى، (نا) أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، (نا) عمّى، قال: (نا) يونس، عن الزّهرى، الإسناد «4» بلفظه. قال الدار قطنىّ: والمحدّثون يقولون الحزوّرة، بالتشديد، وهو تصحيف، إنّما هو الحزورة بالتخفيف.
وقال عمرو بن العاص لمعاوية: رأيت فى منامى أبا بكر حزينا، فسألته عن شأنه فقال: وكّل بى هذان لمحاسبتى وإذا صحف يسيرة؛ ورأيت عمر كذلك، وإذا صحف مثل الحزورة؛ ورأيت عثمان كذلك، وإذا صحف مثل الخندمة؛ ورأيتك يا معاوية وصحفك مثل أحد وثبير. فقال له معاوية: أرأيت ثمّ دنانير «1» مصر؟
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید