المنشورات

الأوائل

حدّثنى زيد بن أخزم، قال: حدّثنا عبد الصمد. قال: حدّثنا شعبة، قال: حدّثنا المغيرة [1] ، قال: سمعت سماك بن سلمة، يقول:
أوّل من سلّم عليه بالإمارة: المغيرة بن شعبة «1» .
حدّثنا زيد بن أخزم، قال: حدّثنا كثير بن هشام، عن فرات، عن ميمون بن مهران، قال:
أوّل من مشت معه الرجال، وهو راكب: الأشعث بن قيس.
قال ابن اليقظان، وغيره:
أوّل من سنّ الدّية، مائة من الإبل «أبو سيّارة العدوانيّ» ، الّذي كان يفيض بالناس من «المزدلفة» .
ويقال: إن أوّل من سنّ ذلك «عبد المطلب» ، فأخذت به «قريش» و «العرب» ، وأقرّه رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام.
قالوا:
و «الوليد بن المغيرة» أوّل من خلع نعليه لدخول «الكعبة» في الجاهلية، فخلع الناس نعالهم في الإسلام.
وأوّل من قضى بالقسامة في الجاهليّة فأقرّها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام. 

وأوّل من حرّم الخمر على نفسه في الجاهلية.
وأوّل من قطع في السّرقة في الجاهلية، فقطع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- في الإسلام.
وكانوا يقولون في الجاهلية: لا وثوبي الوليد، الخلق منهما والجديد.
وقال وهب بن منبه:
الحكم بالمقاسمة أوحاه الله- تعالى- إلى «موسى» في كل قتيل وجد بين قريتين أو محلّتين، فلم تزل «بنو إسرائيل» تحكم بها، وقضى بها رسول الله- صلّى الله عليه وسلم.
قال وهب:
أوّل من خط بالقلم: «إدريس» .
وهو أوّل من خاط الثياب ولبسها، وكان الناس من قبله يلبسون الجلود.
وحدّثنى سهل بن محمد، عن الأصمعي- أو غيره- قال:
أوّل من كتب بالعربية «مرامر بن مرة» ، من أهل «الأنبار» ، ومن «الأنبار» انتشرت في الناس.
قال: وقال الأصمعي:
ذكروا أن «قريشا» سئلوا: من أين لكم الكتاب؟ قالوا:/ 274/ من أهل «الحيرة» . وقيل لأهل «الحيرة» : من أين لكم الكتاب؟ قالوا: من «الأنبار» . 

وقال غيره:
كان «بشر بن عبد الملك العبادي» ، علّم «أبا سفيان بن أمية» ، و «أبا قيس بن عبد مناف بن زهرة» الكتاب، فعلّما أهل «مكة» .
وقالوا:
وأوّل من حكم في الخنثى باتباع المبال، «عامر بن الظّرب العدوانيّ» ، فجرى في الإسلام. وهو الّذي قال لابنته: إذا أنكرت من فهمي شيئا عند الحكم، فاقرعى لي المجنّ بالعصا. فقال «المتلمّس» :
[طويل]
لذي الحكم [1] قبل اليوم ما تقرع العصا ... وما علّم الإنسان إلا ليعلما
وقد يقال: إن ذا الحكم «صيفي» أبو «أكثم» .
وقيل: عمرو بن حممة الدّوسى، وكان من المعمّرين.
قالوا:
وأوّل من خضب بالسواد من أهل «مكة» . «عبد المطلب بن هاشم» وكان رجل من «حمير» خضبه بذلك ب «اليمن» ، وزوده بالوسمة. «1» وأوّل من عمل المحامل وحمل فيها «الحجاج بن يوسف» .
وأوّل من اتخذ المقصورة في المسجد «معاوية» ، وذلك أنه أبصر على منبره كلبا. 

وأوّل من نقش بالعربية على الدراهم: «عبد الملك بن مروان» .
وأوّل من أرّخ الكتب وختم على الطين: «عمر بن الخطاب» .
وأوّل من لبس طيلسانا ب «المدينة» : «جبير بن مطعم» .
وأوّل من لبس الخفاف الساذجة ب «البصرة» ، وثياب الكتّان:
«زياد بن أبى سفيان» .
وأوّل من لبس الخز، وقوّر الطّارونى «1» من «العرب» : «عبد الله بن عامر» .
وأوّل من لبس الدّراريع السّود: «المختار بن أبى عبيد» ، فقال الناس:
لبس الأمير جلد دب.
وأوّل من عمل الصابون: «سليمان بن داود» - عليهما الصلاة والسلام.
وأوّل من عمل القراطيس: «يوسف النبي» - عليه السلام.
وأوّل من عمل الخبز الرّقاق «نمرود» .
وأوّل من حذا النّعال: «جذيمة الأبرش بن مالك» .
وهو أوّل من وضع المنجنيق، وأدلج «2» من الملوك، ورفع له الشّمع، وكان ينادم الفرقدين، ذهابا بنفسه، وكان يشرب قدحا، ويصب لكل نجم قدحا في الأرض، حتى نادمه «مالك» و «عقيل» .
وأوّل رأس حمل من بلد إلى بلد رأس «عمرو بن الحمق الخزاعي» ، وقد ذكرنا قصته. 

وقال مجاهد:
رأى النبي- صلّى الله عليه وسلم- ركبا ولهم حاد يحدو بهم، فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من «مضر» . فقال:/ 265/ ما لحاديكم؟ فقال رجل منهم: إن أوّل من حدا لنحن. قال: وما ذاك؟، قال: كان رجل منّا في إبله أيام «الربيع» ، فأمر غلاما له ببعض أمره، فاستبطأه، فضربه بالعصا، فجعل ينشد في الإبل ويقول: يايداه! فقالوا له: الزم، الزم. فاستفتح الناس الحداء مذ ذاك. وأوّل من عمل له النّعش «زينب بنت جحش» زوج النبي- صلّى الله عليه وسلم- وكانت خليقة. فقالت «أسماء بنت عميس» : قد رأيت ب «الحبشة» نعوشا لموتاهم. فعملت نعشا ل «زينب» . فقال: «عمر» لما رآه: نعم خباء الظّعينة.
وكان الناس يهرولون في الجنائز، فلما مات «عثمان بن أبى العاص» مشى في جنازته، فهو أوّل من مشى في جنازته.
وأوّل من قطع نهر «بلخ» من «العرب» : «سعيد بن عثمان بن عفان» .
وأكثر «العرب» فداء «حاجب بن زرارة» ، فدى نفسه بألف بعير.
وكان «مالك ذو الرّقيبة القشيري» أسره «يوم جبلة» . وقيل له:
ذو الرّقيبة، لأنه كان أوقص «1» .
ثم من بعده «الرّبيع بن مسعود الكلبي» فدى نفسه بخمسمائة بعير. وكان «الحارث بن زهير بن جذيمة العبسيّ» أسره. وقال من يفتخر من أهل «اليمن» :
«الأشعث بن قيس» أكثر «العرب» كلها فداء، أسرته «مذحج» فافتدى بثلاثة آلاف بعير، وإنما كان فداء الملوك ألف ناقة، ففدى نفسه بديات ثلاثة ملوك.
قال «عمرو بن معديكرب» :
[وافر]
فكان فداؤه ألفى قلوص ... وألفا من طريفات وتلد
وأوّل من ضرب بسيفه باب «القسطنطينية» ، وأذّن في بلاد «الروم» :
«عبد الله بن كليب» [1] ، من «بنى عامر بن صعصعة» ، وكان مع «مسلمة» ، فأراد «قيصر» قتله، فقال: والله لئن قتلتني لا تبقى بيعة في بلاد الإسلام إلا هدمت.
وأوّل امرأة قطعت يدها في السرقة ابنة «سفيان بن عبد الأسد» من «بنى مخزوم» ، قطعها النبي- صلّى الله عليه وسلم- وقال: لو كانت «فاطمة» لقطعتها. ومن الرجال: «الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف» ، سرق فقطعت يده، ولا أدرى أهو أوّلهم أم لا؟.
وقطع النبي- صلّى الله عليه وسلم- أيضا: «عمرو بن سمرة» ، وهو أخو «عبد الرحمن بن سمرة» في سرق.
وأوّل من سمى «يحيى» : يحيى بن زكريا- عليهما السلام/ 276/ وأوّل من سمى في الإسلام «عبد الملك» : عبد الملك بن مروان.
ولم يكن قبل النبي- صلّى الله عليه وسلم- في الجاهلية أحد اسمه «محمد» إلا «محمد بن أحيحة بن الجلاح» ، وهو أخو «عبد المطلب» لأمه، و «محمد بن سفيان ابن مجاشع بن دارم» ، و «محمد بن سوأة بن جشم بن سعد» .
ولم يكن في الجاهلية أحد يكنى: «أبا على» ، غير «قيس بن عاصم» ، و «عامر ابن الطّفيل» . 

قال أنس بن مالك:
باع النبيّ- صلّى الله عليه وسلم- حلسا «1» وقدحا، فيمن يزيد.
وأوّل من قص «عبيد الله بن عمير بن قتادة الليثي» ب «مكة» .
ويقال: إن أوّل من قص: «الأسود بن سريع التّميمي» وكان من الصحابة، وكان يقول في قصصه في الميت:
[طويل]
إن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... وإلّا فإنّي لا إخالك ناجيا
فسرقه: «الفرزدق» .
وأوّل من جمع في الإسلام يوم الجمعة «مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف ابن عبد الدار» ، وكان صاحب لواء رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- جمع المسلمين يوم الجمعة ب «المدينة» ، وكانوا اثنى عشر رجلا، وذبح لهم يومئذ شاة.
وروى أبو هلال، عن أبى حمزة، قال:
أوّل من رأيناه ب «البصرة» يتوضأ بالماء «عبيد الله بن أبى بكرة» ، فقلنا:
انظروا إلى هذا الحبشي يلوط استه- يعنى يستنجى بالماء.
وأوّل مولود ولد ب «البصرة» : «عبد الرحمن بن أبى بكرة» ، فنحروا يومئذ جزورا، وهم ب «الخريبة» ، فأطعم أهل «البصرة» وكفتوا «2» ، وكانوا يومئذ قدر ثلاثمائة.
وأوّل مولود ولد ب «الكوفة» ، «معاوية بن ثور» ، من «بنى البكّاء» ، من «بنى عامر بن ربيعة» . 

وأوّل من رشا في «الإسلام» ، «المغيرة بن شعبة» . وقال: ربما عرق الدرهم في يدي أرفعه ل «يرفأ» ليسهّل إذني على «عمر» .
أوّل من اتخذ الجمّازات «1» ، وحملها على الجمز «أم جعفر» .
وأوّل رام في سبيل الله: «سعد بن أبى وقاص» وقال: [وافر]
وما يعتدّ رام في عدوّ ... بسهم يا رسول الله قبلي
وأوّل قاض قضى ب «المدينة» : «عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف» ، وكان يشبّه بالنبيّ- صلّى الله عليه وسلم. فقال «أبو هريرة» : هذا أوّل قاض رأيته في الإسلام.
وأوّل قاض قضى ب «العراق» : «سلمان بن ربيعة» ب «المدائن» .
وأوّل قاض قضى ب «الكوفة» ، «أبو قرة الكندي» ، واسمه كنيته، اختط الناس ب «الكوفة» ، و «أبو قرة» قاضيهم،/ 277/ ثم استقضى «عمر» ، «شريح بن الحارث الكندي» بعده، فقضى خمسا وسبعين سنة.
وأوّل قاض قضى على «البصرة» : «كعب بن سوّار الأزدي» ، استقضاه «عمر» .
وأوّل قرية بنيت على الأرض بعد الطّوفان قرية ب «قردى» تسمى: سوق ثمانين، ابتناها «نوح» - عليه الصلاة والسلام- وجعل لكل رجل آمن معه بيتا، وكانوا ثمانين، فهي إلى الآن تسمى: سوق ثمانين. 











مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید