المنشورات
مسجد المدينة
روى إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن نافع، أن عبد الله بن على، أخبره:
أن المسجد- يعنى مسجد المدينة- كان على عهد رسول الله- صلّى الله عليه/ 279/ وسلم- مبنيّا بلبن، وسقفه الجريد، وعمده خشب النخل، فلم يزد فيه «أبو بكر» - رضى الله عنه- وزاد فيه «عمر» - رضى الله عنه، ثم غيره «عثمان» - رضى الله عنه- فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، وبالفضة، وجعل عمده من حجارة منقوشة، وسقفه بالسّاج.
ووسعه «المهدىّ» سنة ستين ومائة.
وزاد فيه «المأمون» زيادة كثيرة ووسعه.
والمؤذّنون فيه من ولد «سعد القرظ» مولى «عمّار بن ياسر» .
وقرأت على موضع زيادة «المأمون» : «أمر عبد الله، بعمارة مسجد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- سنة اثنتين ومائتين، طلب ثواب الله، وطلب جزاء الله، وطلب كرامة الله، فإن الله عنده ثواب الدنيا والآخرة، وكان الله سميعا بصيرا، أمر عبد الله عبد الله بتقوى الله، ومراقبته، وبصلة الرحم، والعمل بكتاب الله، وسنة رسوله- صلّى الله عليه وسلم- وتعظيم ما صغّر الجبابرة من حقوق الله، وإحياء ما أماتوا من العدل، وتصغير ما عظموا من العدوان والجور، وأن يطاع الله، ويطاع من أطاع الله، ويعصى من عصى الله، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، والتسوية بينهم في فيئهم، ووضع الأخماس مواضعها» .
مصادر و المراجع :
١-المعارف
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)
تحقيق: ثروت عكاشة
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة
الطبعة: الثانية، 1992 م
9 ديسمبر 2024
تعليقات (0)