المنشورات

الطوال

كان «حبيب بن مسلمة الفهري» كالمشرف على دابة لطوله.
وكان «عمر بن الخطاب» كأنه راكب والناس يمشون لطوله.
«العباس بن عبد المطلب» كان يمشى في الطوائف كأنه عماريّة «1» على ناقة، والناس كلهم دونه.
وكان «جرير بن عبد الله البجلي» يتفل في ذروة البعير، من طوله، وكانت نعله ذراعا. 

وكان «عدىّ بن حاتم» طويلا، إذا ركب الفرس كادت رجله تخط في الأرض.
وكان «قيس بن سعد» طويلا جسيما. وكتب ملك «الروم» إلى «معاوية» : أرسل إليّ سراويل أجسم أطول رجل عندك. فقال «معاوية» :
ما أعلم إلا «قيس بن سعد» . فقال «لقيس» : إذا انصرفت فابعث إليّ سراويلك، فخلعها ورمى بها إليه. فقال: ألا بعثت بها من منزلك؟ فقال:
[طويل]
أردت لكيما يعلم الناس أنها ... سراويل قيس والوفود شهود
وألّا يقول الناس بالظّن إنها ... سراويل عادىّ نمته ثمود
و «عبيد الله بن زياد» كان طويلا، لا يرى ماشيا إلا ظنّوه راكبا من طوله.
وكان «عليّ بن عبد الله بن العباس» طويلا جميلا. وعجب قوم من طوله.
فقال رجل: يا سبحان الله! كيف نقص الناس؟ لقد أدركت «العباس» يطوف بهذا البيت، وكأنه فسطاط أبيض. فحدّث بذلك «عليّ» ، فقال: كنت إلى منكب أبى، وكان أبى إلى منكب جدّى.
وكان «جبلة بن الأيهم» آخر ملوك «غسّان» ، طوله اثنا عشر شبرا، وإذا ركب مسحت قدمه الأرض، وأسلم في خلافة «عمر» ثم تنصّر بعد ذلك، ولحق ببلاد «الرّوم» .
وكان «عمارة بن عقبة الحنفي» الخارجىّ طويلا، وآمنه «الحجاج» فمات ب «البصرة» [1] . ولما مات لم يجدوا سريرا يحملونه عليه، فزادوا في السرير ألواحا. 













مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید