المنشورات

الطواعين وأوقاتها

قال أبو محمد: حدّثنى أبو حاتم، عن الأصمعي، قال:
أوّل طاعون في الإسلام طاعون «عمواس» ب «الشام» ، فيه مات «معاذ بن جبل» ، وامرأتاه وابنه، و «أبو عبيدة بن الجرّاح» .
وطاعون «شيرويه بن كسرى» ب «العراق» ، في زمن واحد [1] ، وكانا جميعا في زمن «عمر بن الخطاب» . وبين طاعون «شيرويه» وبين طاعون «عمواس» مدة طويلة.
ثم طاعون «الجارف» في زمن «ابن الزّبير» سنة تسع وستين، وعلى «البصرة» يومئذ «عبيد الله بن عبد الله بن معمر» .
ثم طاعون «الفتيات» ، لأنه بدأ في العذارى والجواري ب «البصرة» ، وب «واسط» وب «الشام» وب «الكوفة» ، و «الحجاج» يومئذ ب «واسط» في ولاية «عبد الملك بن مروان» ، ومات فيه «عبد الملك بن مروان» ، أو بعده بقليل، ومات فيه «أمية بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد» ، و «عليّ بن أصمع» [2] ، و «صعصعة بن حصن» ، وكان يقال له: طاعون الأشراف.
ثم طاعون «عدىّ بن أرطاة» سنة مائة.
ثم طاعون «غراب» سنة سبع وعشرين ومائة. و «غراب» رجل من «الرّباب» ، وكان أوّل من مات فيه، في ولاية «الوليد بن يزيد ابن عبد الملك» . 

ثم طاعون «سلم بن قتيبة» / 293/ سنة إحدى وثلاثين ومائة [1] ، في شعبان، وشهر رمضان: وأقلع في شوال، ومات فيه «أيوب السختياني» .
قال: وقال الأصمعي مرة أخرى:
وقع طاعون سلم ب «العراق» ، يوم الخروج، يعنى يوم العيد، سنة إحدى وثلاثين، وب «الشام» سنة خمس وثلاثين، وكان إذا فتح أفرق منه صاحبه.
وفي طاعون الأشراف يقول الشاعر:
[طويل]
وما ترك الطاعون من ذي قرابة ... إليه إذا كان الإياب يؤوب
ولم يقع ب «المدينة» ، ولا ب «مكة» طاعون قط. 











مصادر و المراجع :

١-المعارف

المؤلف: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (المتوفى: 276هـ)

تحقيق: ثروت عكاشة

الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة

الطبعة: الثانية، 1992 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید