المنشورات

الخورنق

بفتح أوله وثانيه، وراء مهملة ساكنة: قصر النّعمان بظهر «5» الحيرة؛ قال عدىّ بن زيد:
وتفكر ربّ الخورنق إذ أشرف يوما وللهدى تفكير سرّه حاله وكثرة ما يملك والبحر معرض «6» والسّدير أراد: وتفكّر ربّ الخورنق فأدغم الراء فى الراء. والسدير: سدير النّخل، قال: وهو سواده وشخوصه «1» ؛ يقال سدير إبل، وسدير نخل. هذا قول محمد بن حبيب. وقال الأصمعىّ وغيره: السّدير بالفارسيّة: سه دلّى، كان له ثلاث شعب. والخورنق: خورنقاه «2» ، أى الموضع الذي يأكل فيه الملك ويشرب.
وكان سبب بناء الخورنق أن يزدجرد بن سابور كان لا يبقى له ولد، فسأل عن منزل مرىء، صحيح من «3» الأدواء، فذكر له ظهر «4» الحيرة، فدفع ابنه بهرام جور إلى النّعمان، وأمره ببناء الخورنق مسكنا «5» له، فبناه فى عشرين حجّة؛ يدلّ على ذلك قول عبد العزّى «6» بن امرئ القيس الكلبىّ:
جزانى جزاه الله شرّ جزائه ... جزاء سنمّار وما كان ذا ذنب
سوى رصّه البنيان عشرين حجّة ... يعالى «7» عليه بالقراميد والسّكب
السّكب: ما يسكب عليه من الصاروج. وسنمّار: هو الذي بنى الخورنق، فلما فرغ من بنائه عجبوا من حسنه، وإتقان عمله؛ فقال: لو علمت أنّكم تؤتونى أجرى «8» ، وتصنعون بى ما أنا أهله، لبنيته بناء يدور مع الشمس حيث دارت. فقال النّعمان: وإنّك لقادر على أن تبنى أفضل منه ولم «9» تبنه! فأمر به فطرح من أعلى الخورنق، فضربت به العرب المثل «10» . قال سليط بن سعد:
جزى بنوه أبا غيلان عن كبر ... وحسن فعل كما يجزى سنمّار والخورنق: هو الذي يعنى الأسود بن يعفر بقوله:
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید