المنشورات

دير زكى

بفتح الزاى، وتشديد الكاف، وإسكان الياء، اسم أعجمىّ. وهو دير على باب الرّها «4» ، معروف، بإزائه تلّ يقال له: تلّ زفر؛ وهو زفر بن الحارث الكلابىّ، وفيه ضيعة يقال لها الصالحية، فيها بستان موصوف بالحسن «5» ، وفيه سروتان قديمتان. وقد ذكره الشعراء، وذكروا بهجته «6» ، وتشوّقوه.
وممن ذكره من الملوك الرشيد، فقال فى بعض غزواته، وكان خلّف جارية يحبها هنالك «7» :
سلام على النازح المغترب ... تحية صبّ به مكتئب «8»
غزال مراتعه بالبليخ «9» ... إلى دير زكّى فقصر الخشب «10» أيا من أعان على نفسه ... بتخليفه خلفه «1» من أحب
سأستر والسّتر من شيمتى ... هوى من أحب بمن «2» لا أحب
وقد ذكرنا أنه قال هذا الشعر فى ديرانية مليحة «3» ، رآها فى دير زكّى، فهويها «4» .
«5» ومر بهذا الدير عبد الله بن طاهر ومعه أخ له، فنزلا فيه، وشربا أياما، وخرجا إلى مصر، فمات أخوه بمصر، وعاد هو فنزل بهذا الدير، فقال:
أيا سروتى بستان زكّى سلمتما ... ومن لكما أن تسلما بضمان
ويا سروتى بستان زكّى سلمتما ... وغال ابن أمّى نائب الحدثان
«6» وفى هذا الموضع يقول أشجع، يصف النهر الذي أجراه الرشيد مع القصر الأبيض ودير زكى وتلّ زفر يقابله:
قصر عليه تحية وسلام ... ألقت عليه جمالها الأيام «1»
بالظّهر حيث يساير البطن الّذى ... فيه منازل حاضر وخيام
أجرى الإمام إليه نهرا مفعما ... أعطى القياد وما عليه زمام
قصر سقوف المزن دون سقوفه ... فيه لأعلام الهدى أعلام
تثنى على أيامك الأيّام ... والشاهدان: الحلّ والإحرام
وعلى عدوّك يا بن عمّ محمد ... رصدان ضوء الصبح والإظلام
فإذا تنبّه رعته، وإذا هدا ... سلّت عليه سيوفك الأحلام
ورواه أبو الفرج: «وإذا غفا» ؛ وهى لغة مردودة، وإنما يقال: أغفى. وفى مختصر العين: أنهما مقولتان.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید