المنشورات

دير سمعان

هو بنواحى «2» دمشق «3» ، حواليه قصور وبساتين لبنى أمية. وهناك قبر عمر بن عبد العزيز رحمه الله؛ قال راثيه:
قد قلت إذ ضمّنوك «4» التّرب وانصرفوا ... لا يبعدنّ قوام العدل والدّين
قد غيّبوا «5» فى ضريح القبر «6» منجدلا ... بدير سمعان قطاس الموازين
من لم يكن همّه عينا يفجّرها ... ولا النخيل ولا ركض البراذين «7»
[وكان عمر اشترى موضع قبر من دير سمعان، وكان مرض هناك؛ حدثنى إسحاق ابن بيان الأنماطى، قال أخبرنا أبو منصور الرّمّادى، قال حدثنا عبد الله بن صالح] «1» ، قال: [حدثنا «2» ] بن وهب، [قال] : حدثنى أبو عبد الملك الصّدفىّ:
أن معاوية بن الرّيان حدثهم: أن الشّمّاس صاحب دير سمعان دخل على عمر فى مرضه، بفاكهة يستلطفه «3» بها، فقبلها منه، وأمر له بدارهم، فأبى أن يقبلها، فما زال به حتى أخذها، [وقال: يا أمير المؤمنين، إنما هى من ثمر شجرنا؛ قال عمر: وإن كان] . ثم قال له [عمر] إنى من مرضى هذا ميت، فحزن الشّمّاس وبكى. قال: فيعنى موضع قبر «4» من أرضك؛ ففعل.
وقال الزّبير: كان معاوية وجّه يزيد ابنه «5» لغزو الروم، فأقام يزيد «6» بدير سمعان، ووجّه الجيوش؛ وتلك غزوة الطّوانة، فأصابهم الوباء؛ فقال يزيد ابن معاوية:
أهون علىّ بما لاقت جموعهم ... يوم الطّوانة من حمّى ومن موم
إذا اتّكأت على الأنماط مرتفقا ... بدير سمعان عندى أمّ كلثوم
قال «7» : فبلغ شعره معاوية، فكتب إليه:
«أقسم بالله لتلحقنّ بهم، حتى يصيبك ما أصابهم» . فألحقه بهم.

 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید