المنشورات

دير مرّان

بضم الميم، وتشديد الراء المهملة. وهو دير بنواحى الشام، وهناك عقبة المرّان، سمّيت بذلك، لأنها تنبت شجرا طوالا مستوية، تشبّه بالمرّان.
ومرّان، بفتح الميم: موضع آخر، لكنه ليس بالشام) .
وهذا الدير على تلعة مشرفة على مزارع زعفران، ورياض حسنة، نزله الرشيد «1» ، وشرب فيه، ومعه الحسين بن الضحاك؛ وقال الرشيد «2» للحسين:
قل فيه شعرا، فقال:
يا دير مرّان» لا عرّيت من سكن ... قد هجت لى حزنا يا دير مرّانا
هل عند قسّك من علم فيخبرنى ... أم كيف يسعد وجه الصّبر من بانا
حثّ المدام فإن الكأس مترعة ... مما يهيج دواعى الشوق أحيانا
وحدث حماد عن أبيه: أن صاحب الدير خرج إلى الرشيد وهو شيخ كبير، فدعا له، واستأذنه فى إحضار مأكول، فأذن له، فأتاه بأطعمة لطف، فى نهاية الحسن والطيب، فأكل منها أكثر أكله، وأمره بالجلوس فجلس، وحدثه وهو يشرب، إلى أن جرى ذكر بنى أمية، فقال له الرشيد: هل نزل بك أحد منهم؟ قال: نعم، نزل بى الوليد بن يزيد وأخوه الغمر، فجلسا فى هذا الموضع.
فأكلا وشربا وغنّيا، فلما دبّ فيهما السّكر، وثب الوليد إلى ذلك الحوز «1» ، فملأه خمرا، وما زال هو وأخوه يتعاطيان الكأس حتى سكرا، وملأه لى دراهم. فنظر إليه الرشيد (أعنى إلى الكأس) فإذا هو لا يقدر أن يشرب ملاه، فقال: أبى بنو أمية إلّا أن يسبقونا إلى اللّذّات سبقا لا يجاريهم فيه أحد، ثم رفع الشراب، وركب من وقته.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید