المنشورات

دير هند الأقدم

هو دير بنته هند الكبرى، أم عمرو بن هند، فى صدر هيكله مكتوب:
«بنت هذه البيعة هند بنت الحارث بن عمرو بن حجر، الملكة بنت الأملاك، وأمّ الملك عمرو بن المنذر، أمة المسيح، وأمّ عبده، وأمة عبده، فى زمن ملك الأملاك، خسرو أنوشروان، وفى زمن أفراييم الأسقف. فالإله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيّتها، ويترحّم عليها وعلى ولدها، ويقبل بهما ويقومهما إلى إقامة «8» الحق؛ ويكون الإله معها ومع ولدها الدّهر الدّاهر» . قال أبو الفرج: فحدثنى جعفر بن قدامة، عن محمد بن عبد الله الخزاعىّ، عن أبيه، قال: دخلت مع يحيى بن خالد دير هند الأول، لما خرجنا مع الرشيد إلى الحيرة، وقد قصدها ليتنزّه بها، ويرى آثار المنذر، فرأى قبر أبيها النعمان، وقبرها إلى جانبه ثم خرج إلى دير هند الآخر، وهو الأكبر، وهو على طفّ النجف، فرأى فى جانب حائطه كتابة، فأمر بسلّم، فأحضر، وأمر بعض أصحابه أن يرقى إليها، فاذا هى:
إنّ بنى المنذر حيث «1» انقضوا ... بحيث شاد البيعة الراهب
تنفح بالمسك ذفاريّهم ... وعنبر يقطبه القاطب
القزّ والكتّان أثوابهم ... لم يجب الصوف لهم جائب «2»
والعزّ والملك لهم راتب «3» ... وقهوة ناجودها ساكب
أضحوا وما يرجوهم طالب ... خيرا ولا يرهبهم راهب
وأصبحوا فى طبقات الثّرى ... وكل جمع زائل ذاهب «4»
شرّ البقايا من بقى «5» منهم ... قلّ وذلّ جدّه خائب
قال: فبكى يحيى لما قرئ هذا الشعر، وقال: هذه سبيل الدنيا «6» ، وانصرف عن «7» وجهه ذلك «8» 

 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید