المنشورات

يوم الرّزم

بفتح أوله وإسكان ثانيه. يوم كان لهمدان على مراد قبيل «3» الإسلام، ورئيس همدان يومئذ الأجدع الشاعر، وفى ذلك يقول فروة بن مسيك المرادىّ: 

فإن نغلب فغلّابون قدما ... وإن نهزم فغير مهزّمينا
فما إن طبّنا جبن ولكن ... منايانا وطعمة «1» آخرينا
ولمّا وفد عروة على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، قال: هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرّزم؟ قال: يا رسول الله، ومن ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومى فلا يسوءه؟.
وروى الطّبرىّ أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: كرهت يوميكم ويومى همدان؟ قال: إى والله، أفنيا «2» الأهل والعشيرة. قال: أما إنّه خير لمن بقى «3» .
واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه، وصدقات زبيد ومذحج؛ فلذلك ارتدّ عمرو بن معدى كرب فى مرتدّين من زبيد ومذحج.
وقال عمرو «4» :
وجدنا ملك فروة شرّ ملك ... حمار ساف منخره بثفر
ويروى بقذر «5» .
وإنّك لو رأيت أبا عمير ... ملأت يديك من غدر وختر
أبو عمير: هو فروة. فاستجاش عليهم فروة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجّه إليه خالد بن سعيد بن العاصى، وخالد بن الوليد، فاجتمعوا بكشر «6» من أرض اليمن، فهزم المرتدّون، وقتل أكثرهم، فلم تزل زبيد وجعفر «1» وأود بعدها قليلة. وسبيت ريحانة أخت عمرو يومئذ، ففداها خالد بن سعيد، فأثابه عمر الصّمصامة، فهو السبب الذي أصارها إلى آل «2» سعيد.
وقد اختلف فى يوم الرّزم، فقيل إنه منسوب إلى الموضع الذي اقتتلوا فيه من أرض اليمن، تلقاء كشر، وقيل إنه مشتقّ من قولك: رزمت الشيء أرزمه، إذا جمعته، ومنه اشتقاق الرّزمة من المتاع وغيره. وكذلك اختلف فى قول الأجدع بن مالك الهمدانى:
أسألتنى بركائب ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع
وهم بنو الحصين ذى الغصّة. فقيل «3» : الأرباع: هم الذين يأخذون ربع الغنيمة.
وقيل: الأرباع: موضع قتلوا فيه «4» .
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید