المنشورات

ضريّة

بفتح أوّله، وكسر ثانيه، وتشديد الياء أخت الواو: نسب «3» إلى ضريّة بنت ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان. ويقال إنه منسوب «4» إلى خندف أمّ مدركة وإخوته. والصحيح أنّ اسم خندف ليلى بنت حلوان ابن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وروى الحربىّ من طريق معتمر، عن عاصم عن الحسن، قال: خلق جؤجؤ «5» آدم من كثيب ضريّة. وروى غيره: من نقا ضريّة.
وإلى ضريّة هذه ينسب الحمى، وهو أكبر الأحماء، وهو من ضريّة إلى المدينة، وهى أرض مربّ منبات كثيرة العشب، وهو سهل الموطئ كثير الحموض، تطول عنه الأوبار، وتتفتق «1» الخواصر.
وحمى الرّبذة غليظ الموطئ، كثير الخلّة. وقال الأصمعىّ: قال جعفر بن سليمان إذا عقد البعير شحما بالرّبذة سوفر عليه سفرتان لا تنفصان شحمه، لأنها أرض ليس فيها حمض.
وأوّل من أحمى هذا الحمى عمر بن الخطّاب رحمه الله لإبل الصدقة، وظهر الغزاة. وكان حما؟ ستّة أميال من كلّ ناحية من نواحى ضريّة، وضريّة «2» فى أوسط الحمى؛ فكان على ذلك إلى صدر من خلافة عثمان رضى الله عنه، إلى أن كثر النّعم، حتّى بلغ نحوا من أربعين ألفا، فأمر عثمان رحمه الله أن يزاد فى الحمى ما يحمل إبل الصدقة وظهر الغزاة، فزاد فيها زيادة لم تحدّها الرّواة، إلّا أنّ عثمان رحمه الله اشترى ماء من مياه بنى ضبينة، كان أدنى مياه غنىّ إلى ضريّة، يقال لها البكرة، بينها وبين ضريّة نحو من عشرة أميال، فذكروا أنها دخلت فى حمى ضريّة أيّام عثمان؛ ثم لم تزل الولاة بعد ذلك تزيد فيه، وكان أشدّهم فى ذلك انبساطا إبراهيم بن هشام.
وكان ناس من الضّباب قدموا المدينة، فاستسقوا البكرة من ولد عثمان رحمه الله، فاسقوهم «3» إيّاها. والبكرة عن يسار ضريّة للمصعد إلى مكّة، وكان عثمان رحمه الله قد احتفر عينا فى ناحية من الأرض التى لغنىّ خارج الحمى، فى حقّ بنى مالك بن سعد بن عوف، رهط طفيل، وعلى قرب ماء من مياههم يقال له نفء، وهو الذي يقول فيه امرؤ القيس:
غشيت ديار الحىّ بالبكرات ... فعارمة فبرقة العيرات
فغول فحلّيت فنفء فمنعج ... إلى عاقل فالجبّ ذى الأمرات
وبين نفء وبين أضاح نحو من خمسة عشر ميلا. وابتنى عمّاله عند العين قصرا يسكنونه، وهو بين أضاخ وجبلة، قريبا من واردات، فلمّا قتل عثمان انكشف العمّال وتركوها؛ واختصم فيها أيّام بنى العبّاس الغنويّون والعثمانيّون، عند أبى المطرّف عبد الله بن محمد بن عطاء اللّيثى، وهو عامل للحسن «1» بن زيد، فشهدت بنو تميم للعثمانيّين، وشهدت قيس للغنويّين، فلم يثبت لفريق منهم حقّ، وبقيت نفء مواتا دفينا.
وقد كان مروان بن الحكم احتفر حفيرة أيضا فى ناحية الحمى، يقال لها الصّفوة، بناحية أرض بنى الأضبط بن كلاب، على عشرين ميلا من ضريّة، ثم استرجعها بنو الأضبط فى أيام بنى العبّاس، بقطائع من السلطان، واحتفر عبد الله بن مطيع العدوىّ حفيرة بالحمى فى ناحية شعبى، إلى جنب الثّريّا «2» للكنديّين، منهم العبّاس بن يزيد الشاعر، الذي يقول فيه جرير:
أعبدا حلّ فى شعبى غريبا ... ألؤما لا أبالك واغترابا
إذا خلّ الحجيج على قنيع ... يدبّ الليل يسترق العيابا 

قنيع الذي ذكره: ماء كان للعبّاس بن يزيد وأهل بيته، على ظهر محجّة أهل البصرة من الضربة «1» ، وبينه وبينها للمصعد إلى مكّة تسعة أميال، والعبّاس بن يزيد هو الذي يقول:
سقى الله نجدا من ربيع وصيّف ... وماذا ترجّى من ربيع سقى نجدا
أعاذل ما نجد بأمّ ولا أب ... ولا بأخى حلف شددت له عقد
تلوّمت نجدا فرط حين فلا أرى ... عن العيش فى نجد سعيدا ولا سعدا
لحى الله نجدا كيف يترك ذا النّدى ... بخيلا وحرّ القوم يحسبه عبدا
وفى الثّريّا يقول صخر بن الجعد الحضرمىّ «2» :
فارنقبت العشاء وهو يسامى ... شعبى بارزا لعين البصير
يحضر العصم من جبال الثريّا ... ويرامى شعابه بالصّخور
وقد تنازع الجعفريّون: بنو جعفر بن كلاب وبنو أبى بكر بن كلاب فى قنيع، كلّهم ادّعاه، واجتمعوا بقنيع، وسفرت بينهم سفراء من ضريّة، فاصطلحوا على أن حكّموا سلمة بن عمرو بن أنس، فلم يحكم بينهم حتّى عقد لنفسه عقدا ألّا يردّوا حكمه، وأخذ عليهم الأيمان، فلمّا استوثق قال: ما لأحد من الفريقين حقّ فى قنيع، إنّه ممات دفن. فرضوا جميعا، وصوّبوا رأيه.
وكان سلمة بن عمرو شريفا قارئا لكتاب الله عزّ وجلّ، حسن العلم به.
فمدحه شعراؤهم، فقال عقيل بن العرندس، أحد بنى عمرو بن عبد بن أبى بكر بن كلاب، وهو القتّال:
يا دار بين كليّات وأظفار ... والحمّتين سقاك الله من دار

وهى مشهورة يقول فيها بعد قوله «وأنت عليها عاتب زار» :
بل أيّها الرّجل المفنى شبيبته ... يبكى على ذات خلخال وأسوار
عدّ نحىّ بنى عمرو فإنّهم ... ذوو فضول وأحلام وأخطار
هينون لينون أيسار ذوو يسر ... سوّاس مكرمة أبناء أيسار
لا ينطقون عن الفحشاء إن نطقوا ... ولا يمارون من ماروا بإكثار
فاحتفر بعض بنى جسر بالحمى وبشاطئ الريان فى غربى طخفة، وسمّى تلك العين المشقّرة، وهى اليوم فى أيدى ناس من بنى جعفر، وبين هذه الحفيرة وبين ضريّة ثلاثة عشر ميلا.
ولبنى الأدرم بطن من قريش، ماء قديم جاهلىّ بناحية الحمى، على طريق ضرية إلى المدينة، على ثمانية عشر ميلا يسمّى حفر بنى الأدرم. وكان ينو الأدرم «1» وبنو بجير القرشيّون وقد نموا بهذا الحفر ونواحيه، فكثرت رجالهم به، ثم وقعت بينهم شرور، واغتال بعضهم بعضا، فتفرّقوا فى البلاد.
وكان سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق احتفر عينا على ميل من حفر بنى الأدرم، وأبحرها، وغرس عليها نخلا كثيرا وازدرع، وبنى هناك دار تدعى بدار «2» الأسود، لأنّها بين جبل عظيم ورملة. واحتفر إبراهيم ابن هشام الذي زاد فى الحمى على ما تقدّم ذكره، حفيرتين بالحمى، إحداهما بالهضب الذي بينه وبين ضريّة ستّة أميال، وسمّاها النّامية، وهى بين البكرة التى اشتراها عثمان وبين ضريّة، وفيها يقول الراجز:
نامية تنمى إلى هضب النّما والثانية إلى ناحية شعبى بوادى فاضحة. ووادى فاضحة أيضا أنساع بين جبال «1» ، بينها وبين ضريّة تسعة أميال، وفيها يقول حكم الخضرىّ:
يا بن هشام أنت عالى الذّكر ... جلد القوى «2» مويّد بالنّصر
سدت «3» قريشا بالنّدى والفخر ... كيف ترى عاملك ابن عمرو
غدا عليها برجال زهر ... فأنبطوها فى ليالى العشر
ركيّة جيبت بخير قدر ... بين النخيل واللّماع القمر
لولا دفاع الله وهو يصرى ... جاشت على الأرض بمثل البحر
وقد درس أمر النامية وأمر البكرة. واحتفر مولى لابن هشام يقال له جرش، حفيرة فى شعب شعبى، بينها وبين حفيرة بنى الأدرم، وسمّاها الجرشيّة، اشتراها من الأنصار، فقاتلهم عليها محمّد بن جعفر بن مصعب، ووقعت بينهم خظوب، ولم يزل الناس يتقاتلون على الحمى أشدّ قتال.
فجميع ما فى الحمى من المياه المذكورة عشرة أمواه.
وقد دخل فى الحمى من مياه بنى عبس ستة أمواه، ومن مياه بنى أسد مثلها.
فمن مياه بنى عبس محج والبئر، وهى واسعة الجوف، إلى جوف «4» أبرق خترب، وكان بأبرق خترب معدن فضّة، رغيب واسع النيل، وماء يقال له الفروغ. ومن أمواه بنى أسد الحفر، وهو قريب من النائعين، وهو لبنى كاهل؛ والنائعان: جبل قد تقدّم ذكره. والحفير والذّئبة وعطير فى أصل بيدان، وهو ماء ملح، وفى رملة بيدان ماء عذب. وفى بيدان يفول جرير: 

كاد الهوى بين سلمانين يقتلنى ... وكاد يقتلنى يوما ببيدانا
وبالحمى غير أن لم يأننى أجل ... وكنت من عدوان البين قرحانا
وسلمانان الذي ذكره: جبل من أعظم جبال سواج وكانت ضرية فى الجاهليّة من مياه ضباب، وكانت لذى الجوشن الضّبابى، أبى شمر قاتل الحسين بن علىّ رضى الله عنه، ولعن قاتله أسلم ذو الجوشن عليها، وقال فى الجاهليّة يعنيها:
دعوت الله إذ سغبت عيالى ... ليجعل لى لدى وسط طعاما
فأعطانى ضريّة خير بئر ... تثجّ الماء والحبّ التّؤاما
ووسط الذي ذكر: جبل بينه وبين ضريّة ستة أميال، يطأ طريق الحاجّ للمصعد خيشومة، وطرفه الأيسر عن يمين المصعد، وفى طرفه الذي يلى الطريق خربة تدعوها الحاجّ الخرابة، وهى فى شرقىّ وسط، وبناحيته اليسرى دارة من دارات الحمى، كريمة منبات واسعة، نحو ثلاثة أميال فى ميل. وقنيع المتقدّم ذكره فى أعلى هذه الدارة، كاد يكون خارجا منها؛ وهذه الدارة بين وسط وجبل آخر يقال له عسعس، وعسعس: جبل عال «1» مجتمع، عال فى السماء، لا يشبهه شىء من جبال الحمى، هيئته كهيئة الرجل، فمن رآه من المصعدين حسب خلقته خلقة رجل قاعد، له رأس ومنكبان، قال الشاعر:
* إلى عسعس ذى المنكبين وذى الراس» وقال ابن شوذب:
وكان محلّ فاطمة الرّوابى ... تتمّت لم تكن لتحلّ قاعا 

بدارة عسعس درجت عليها ... سوافى الريح بدءا وارتجاعا
وقد دخل فى حمى ضريّة حقوق لسبعة أبطن من بنى كلاب، وهم أكثر الناس أملاكا فى الحمى، ثم حقوق غنىّ. ولمّا ولى أبو للعبّاس السّفّاح وكانت تحته أمّ سلمة المخزوميّة، وأمّها من بنى جعفر «1» ، وكان خالها معروف بن عبد الله ابن حبّان «2» ابن سلمى بن مالك، فوفد إلى أبى العبّاس، فأكرمه وقضى حوائجه، فسأله معروف أن يقطعه ضريّة وما سقت، ففعل، فنزلها معروف، وكان من وجوه بنى جعفر، وكان ذا نعم كثير، فغشيه الضّيفان، وكثروا، وجعل يجنى لهم الرّطب، ويحلب اللبن، فأقام كذلك شهرين، ثم أتاه ضيفان بعد ما ولّى الرّطب، فأرسل رسوله، فلم يأته إلّا بشىء يسير قليل، فأنكر ذلك عليه، فقال: ما فى نخلك رطب، فإنّه قد ذهب. فقال: ثكلتك أمّك! أما هو إلّا ما أرى. والله لشولى أعود على ضيفانى وعيالى من نخلكم هذا، قبحه الله من مال. وأتاه قيّمه هناك بقثّاء وبطّيخ، فقال: قبح ما جئت به! احذر أن يراه أهلى، فأسوءك «3» . فكره معروف ضريّة، وأراد أن يبيعها، فذكرها للسّرى بن عبد الله الهاشمىّ، وهو يومئذ عامل اليمامة، وقد دخل إليه معروف، فاشتراها منه بألفي دينار، وغلّتها تنتهى فى العام ثمانية آلاف درهم وأزيد.
ثم إن جعفر بن سليمان كتب إلى السّرىّ أن يولّيه إيّاها بالثمن، ففعل، وورثها عنه بنوه، واشترى سليمان أكثر سهمان من بقى فيها، فعامّتها اليوم لولد سليمان بن جعفر.

وأمّا جبال الحمى فأدناها إليه جبل على ظهر الطريق، يقال له السّتار، وهو جبل أحمر مستطيل، ليس بالعالى، فيه ثنايا يسلكها الناس؛ وطريق البصرة يأخذ ثنيّة من السّتار، وبين السّتار وأمرة من فوقها خمسة أميال، وأمرة: فى ديار غنىّ، بلد كريم سهل، ينبت الطّريقة، وهو بناحية هضب الأشقّ، وبالأشقّ سبعة أمواه، وهو بلد برث أبيض، كأن تربه الكافور.
والستّة الأمواه جاهليّة، اختصمت فيها بنو عبيد وبنو زبّان، ووقع فيها شرّ، ثم اصطلحوا على اقتسامها بنصفين، وعلى أن يبدأ بنو عبيد الله فيختاروا، فصار لبنى عبيد الرّيّان والرّسيس ومخمّرة، وصار لبنى زبّان عرفج والحائر وجمام. والرّيّان: فى أصل جبل أحمر من أحسن جبال الحمى، وهو الذي ذكره جرير فقال:
يا حبّذا جبل الرّيّان من جبل ... وحبّذا ساكن الريان من كانا
وحبّذا نفخات من يمانية ... تأتيك من جبل الريّان أحيانا
ومن هضبات الأشقّ هضبة فى ناحية عرفج، يقال لها الشّيماء، وإنّما سمّيت بذلك لأن فى عرضها سوادا، وهناك دارة تمسك الماء، قال بعض شعرائهم: «1»
ألا ليت شعرى هل أبيتنّ ليلة ... وهضب الحمى جار لأهلى مخالف
نظرت فطارت من فؤادى طيرة ... ومن بصرى خلفى لو انّى أخالف
إلى قلّة الشّيماء تبدو كأنّها ... سماوة جلب أو يمان مفاوف
ترى هضبها من جانبيها كأنّها ... جريدة شول حول قوم عواكف 

وسواج من ناحية الأشقّ فى أعلاه، وهو غربىّ الأشق. والطريق يطأ أنف سواج، وبطرفه طخفة، وهى لبنى زبّان. والنّتاءة بين سواج ومتالع، عن يمين أمرة بينه وبين أمرة ثلاثة أميال، وهو جبل أحمر عظيم.
والبثاءة من أكرم أعلام العرب موضعا وقد كان ابن خليد العبسىّ خال الوليد وسليمان نزلها فى دولتهم، وأحفره سليمان حفيرة، فحفرها فى جوف النّتاءة «1» ، فى حقّ غنىّ، وكان ابن خليد عاملا على ضريّة والحمى.
ثم جبل من أجبل الحمى على طريق الحاجّ للمصعد، جبل أسود يقال له أسود العين، بينه وبين الجعيلة «2» من دونها خمسة أميال، وهى أرض بنى وبر ابن الأضبط وبين أسود العين والسّتار ستة وستون ميلا، على ظهر طريق البصرة إلى مكّة، وبين أسود العين وبين الجديلة خمسة أميال، وبين أسود العين وبين ضريّة سبعة وعشرون ميلا، وبين ضريّة وبين السّتار سبعة وثلاثون ميلا.
ثم الجبال التى تلى السّتار عن يمينه، وعن شماله للمصعد غربىّ متالع.
فمنها جبلان «3» صغيران مفردان، يدعيان النّاثعين، وهما فى أرض بنى كاهل ابن أسد، قال الأسدىّ:
وليس إلى ما تعهدين لدى «4» الحمى ... ولا همل بالنّائعين سبيل
ثم الجبال التى تلى النّائعين فى أرض بنى عبس. منها جبل يقال له عمود العمود، مستقبل أبان الأبيض «5» ، بينهما أميال يسيرة؛ وفى أرض العمود مياه لبنى عبس.  

وجبل آخر فى أرض بنى عبس يقال له سنيح، وهو جبل أسود فارد ضخم. ولبنى عبس ماءات «1» فى شعب منه.
ثم الجبال التى تليه فى أرض فزارة: منها عفر «2» الزّهاليل، به ماءة يقال لها الزّهاولة. والزّهاليل: جبال سود فى أرض بنى عدىّ بن فزارة، حولها رمل كثير، وهى ببلد كريم. قال الشاعر لإبله وهو ببيشة من طريق اليمن، وقد نزعت إلى الحمى:
كلى «3» الرّمث والخضّار من هدبة الغضى «4» ... ببيشة حتّى يبعث الغيث آمره
ولا تأملى غيثا تهلّل صوبه ... على شعبى أو بالزهاليل ماره
ثم يليها من مياه بنى فزارة ماءة يقال لها شعبة، فى جلد من الأرض.
ولبنى مالك بن حمار ماءة يقال لها المظلومة. ولبنى شمخ ماء يقال له الشّمع، فى ناحية من الرملة.
ثم يليه ماء يقال له الحفير، فى جوف رمل، ولهم هناك قرية يقال لها المزاد، بها نخل كثير، وهى لبنى سلمة. ولبنى بدر من فزارة هناك بئر يقال لها الجمام، يزرعون عليها. والعتريفيّة «5» : ماء لبنى شمخ بالبطان، وبالبطان سهل منهبط فى الأرض، رملة وصلابة، فبذلك سمّى البطان، وكان من مياه غنىّ.
وذكر مشايخ من أهل ضريّة أن الإسلام جاء وكلّ ماء من الحمضتين لغنىّ، والحمضتان: حمضة التّسرير، وحمضة الجريب. فجميع مياه فزارة الداخلة فى الحمى أحد عشر منهلا، أكثرها فيها قرى ونخل. بفزارة سوى هذه المياه مياه خارجة عن الحمى، بها نخل وقرى.
ودخل من مياه ضباب فى الحمى «1» . منهم بنو قاسط وبنو عبد الله، وهم بنو الباهليّة، وبنو الأحمسيّة، ولهم ستة أمواه، ماء يقال له حسيلة، وهو من حسلات: وحسلات: هضاب «2» ملس فى ظهر شعبى. ولهم أيضا البردان، وهو سيّد مياههم. ولهم الثّلماء، ولهم البغيبغة. ولبنى محارب من المياه فى الحمى ماء يقال له غبير، فى وادى المياه، بين شعبى، وبين رملة بنى الأدرم.
وماء يقال له عيار «3» ، وأحساء كثيرة فى وادى المياه. وهذه المياه لبنى سعد بن سنان بن الحارث، من بنى محارب بن خصفة، وقال صخر يذكر غبيرا:
يزحف الغيث حول ماء غبير ... آخر الليل مثل زحف الكسير
فاستحرّ الفؤاد حين رآه ... نازحا برقه حنين الزّحير
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید