المنشورات

الطّور

جبل بيت المقدس، ممتدّ ما بين مصر وأيلة، سمّى بطور بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وهو الذي نودى منه موسى، قال تعالى:
«ولما كنت بجانب الطور إذا نادينا» وهو طور سيناء، قال الله «4» سبحانه:
«وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت» .
وقال فى موضع آخر من كتابه «والتّين والزّيتون وطور سينين» ومعناهما واحد. روى «5» عن ابن عبّاس ومجاهد أن معناه جبل مبارك. وقال قتادة وعكرمة: معناه: حسن. قالا: وهى لغة الجبش، يقولون للشىء الحسن «1» :
سينا سينا. وقال معمر عن ابن الكلبىّ ومحمد بن ثور: معناهما «2» جبل ذو شجر.
قال بعض الغويّين: لو كان المعنى ما روى عن هؤلاء، لكان الطّور منوّنا، وكان قوله سيناء من نعته، وإنما سيناء اسم أضيف إليه الطّور، يعرف به كما يقال. جبلا طيئ. وقال ابن أبى نجيح: الطور: الجبل. وسيناء: الحجارة، أضيف إليها. قال إبراهيم بن السّرىّ: وتفتح السين من سينا، فقال سيناء، على وزن صحراء، وليس فى الكلام على وزن فعلاء بالكسر والألف للتأنيث إنما يكون للإلحاق، نحو علباء، إلّا سيناء هنا: اسم للبقعة، ولا تنصرف.
وقال أبو حنيفة: زعم أبو الحسن الأخفش أنّ السّينينة: شجر، وجمعها سينين.
وأن طور سينين: مضاف إليه. فأما قوله سبحانه» والتين والزيتون» ، فروى عن كعب وعن قتادة أنهما قالا: التين الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الجبل الذي عليه بيت المقدس. وروى ابن وهب عن ابن زيد: التين: مسجد دمشق، والزيتون مسجد إيلياء. وقال آخرون: التين. مسجد نوح الذي بنى على الجودىّ، والزيتون: مسجد بيت المقدس. وقال المحسن ومجاهد وإبراهيم والكلبىّ. التين: الذي يؤكل، والزيتون: الذي يعصر. وقد تقدّم ما روى عن اللغويّين فى التين، فى حرف التاء.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید