المنشورات

فلج

بفتح أوّله، وإسكان ثانيه، بعده جيم: موضع فى بلاد بنى مازن، وهو فى طريق البصرة إلى الكوفة «1» ما بين الحفير وذات العشيرة، وفيه منازل للحاجّ، وقد تقدّم ذكره فى رسم الرّقمتين، ورسم المثل. قال الراجز:
الله نجاك من القصيم ... وبطن فلج وبنى تميم
ومن غويث فاتح العكوم ... ومن أبى حردبة الأثيم
ومالك وسيفه المسموم أبو حردبة ومالك بن الرّيب لصّان مازنيّان. وقال الزّجّاج: فلج لبنى العنبر، ما بين الرّحيل إلى المجازة، وهو ماء لهم، قال راجزهم:
من يك ذا شكّ فهذا فلج ... ماء رواء وطريق نهج
وقال أبو عبيدة: لمّا قتل عمران بن خنيس السّعدىّ رجلين من بنى نهشل ابن دارم، اتّهاما بأخيه المقتول فى بغاء إبليه، نشأت بين بنى سعد بن مالك وبين نهشل حرب تحامى الناس من أجلها ما بين فلج والصّمّان، مخافة أن يغزوا، حتّى عفا الكلأ وطال، فقال أبو النّجم: 

تريّعت فى أوّل التّبقّل ... يين رماحى «1» مالك ونهشل
يمنع عنها العرّ جهل الجهّل وقال رجل من بنى نهشل:
أترتع «2» بالأحناء سعد بن مالك ... وقد قتلوا مثنى بظنّة واحد
فلم يبق بين الحىّ سعد بن مالك ... ولا نهشل إلّا سمام الأساود
وقال الأشهب:
إنّ الذي حانت بفلج دماؤهم ... هم القوم كلّ القوم يا أمّ خالد
وقال ابن مقبل:
كجأب يرتعى بجنوب فلج ... تؤام البقل فى أحوى مريع
وبصحراء فلج أغارت بكر على الثعالبة «3» ، ورئيس بكر بسطام بن قيس، فهزمت الثعالبة، واستاقوا أموالهم، وهم بنو ثعلبة بن يربوع، وبنو ثعلبة بن سعد ابن ضبّة، وبنو ثعلبة بن عدىّ بن فزارة، وبنو ثعلبة بن سعد بن ذبيان؛ فهو يوم صحراء فلج، ويوم الثعالب. وكان هؤلاء كلهم متجاورين بصحراء فلج، من ديار بنى تميم، ثم أغار بسطام على مالك بن يربوع وهم بين صحراء فلج، وبين غبيط المدرة، فاكتسحوا إبلهم، فركبت عليهم بنو مالك وفيهم عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعى، فأدركوهم بغبيط المدرة، فهزموا بنى بكر، واستاقوا الأموال، وألحّ عتيبة وأسيد بن حنّاءة على بسطام، وكان أسيد أدنى إلى بسطام، فوقعت يد فرسه فى ثبرة، أى فى هوّة، فلحق عتيبة بسطاما فأسره، ففادى «1» نفسه بأربع مئة بعير، وبفودج «2» أمّه لمّا أنكر على عتيبة رثاثة فودج أمّه ميّة، فهو يوم غبيط المدرة. وقال سلمىّ ابن ربيعة الضّبّىّ:
حلّت تماضر غربة فاحتلّت ... فلجا وأهلك باللّوى فالحلّة
والحلّة: موضع حزن وصخور ببلاد بنى ضبّة، بينه وبين فلج مسيرة عشر.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید