المنشورات

فيف

بفتح أوّله، وفاء أخرى فى آخره. وأصل الفيف والفيفا بالقصر، والفياء بالمدّ: كلّ أرض واسعة، وهو موضع فى ديار بنى كنانة، وقد تقدّم ذكره فى رسم الحشا، وهو الموضع الذي أصاب فيه عمرو بن خالد بن صخر بن الشّريدينى كنانة، فقتل وسبى، وأدرك يثأر إخوته المقتولين يوم بزرة، وقال فى ذلك هند بن خالد أخوه:
فأشبعنا ضباع الفيف منهم ... وطيرا لا تغبّ ولا تطير
وقد وقعت حرارتها بقرّ ... محل الدّهن وانقضت النّذور
وقال فارس بنى رعل:
نشطنا بالجياد مجنّات ... يهجّرن الرّواح ويغتدينا
فأردين الفوارس من فراس ... على الفيفا تكرّ وما تنينا
وزعم أبو الفتح أنّ فيفى فعلى منوّن، والألف زائدة. ويدلّك على ذلك قول الهذلىّ.
والقوم تعلوبهم صهب يمانية ... فيفى عليه لذيل الريح نمنيم «1» 

ولم يعلم أبو الفتح أنه يقال فيف، على وزن فعل، وفيفى، على وزن فعلى، مقصور، وفيفاء، ممدود. وقوله.
فيفى عليه لذيل الريخ نمنيم إنما هو منصوب انتصاب المفعول، منوّن، كما تقول تعلو بهم سهلا وحزنا.
وقد وردت فيفا وفيف مضافة إلى أماكن معروفة، وهى غير هذا الموضع المذكور، قال الأحوص، فأضافه إلى غزال، المتقدم تحديده وذكره:
وبالنّعف من فيفى غزال ذكرتها ... فطال نهارى واقفا وتلدّدى
وأضافته عمرة بنت دريد بن الصّمة إلى النّهاق، بكسر النون، فقالت:
عفت آثار خيلك بعد أين ... بذى بقر إلى فيفا النّهاق
ويقرأ: إلى فيفا النّهاق، بضمّ النون، وهو موضع دان من ذى بقر، الذي تقدّم ذكره: ونهيق أيضا: ماء معروف قد تقدّم ذكره. وفيفا الخبار: مضافة إلى الخبار من الأرض، وهى السهلة فيها جحرة وجفار «1» ، وهو موضع بقرب المدينة، وقد تقدّم ذكره فى رسم العشيرة.
وبفيفا الخبار قتل النّفر العرنيّون يسارا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا اللّقاح، وإيّاه يعنى عمرو ابن العاصى بقوله يفخر يوم أحد:
خرجنا من الفيفا عليهم كأنّنا ... مع الصّبح من رضوى الحبيك المنطّق
تمنّت بنو النّجّار جهلا لقاءنا ... لدى جنب سلع الأماتىّ تصدق

وفيفا خريم، مضافة إلى خريم، بالخاء معجمة مضمومة، اسم رجل: ثنيّة بين المضيق والصّفراء، وهى على طريق الجار، عادلة عن طريق المدينة يمينا، قال كثيّر:
وأزمعن بينا عاجلا وتركننى ... بفيفا خريم قائما أتبلّد
فقد فتننى لمّا وردن خفيتنا ... وهنّ على ماء الحراضة أبعد
فو الله ما أدرى أطيحا تواعدوا ... ليتمّ ظم أم ماء حيدة أوردوا «1»
خفينن: قد تقدّم تحديده. والحراضة: أرض. ومعدن الحراضة: بين الحوراء وبين شغب وبدا. وينبع: من الحوراء قريب من طيح، وطيح: من أسافل ذى المروة. وذو المروة: بين ذو خشب ووادى القرى.
وفيف الرّيح: بين ديار عامر بن صعصعة وديار مذحج وخثعم، وفيه أغارت قبائل مذحج وخثعم ومراد وزبيد، ورئيسهم ذو الغصّة «2» الحصين ابن يزيد الحارثى، على بنى عامر وهم منتجعون فيه، فأغنت يومئذ بنو عامر، ورئيسهم ملاعب الأسنّة، وفقئت عين عامر بن الطفيل، طعنه مسهر ابن يزيد الحارثىّ، فقال عامر:
لعمرى وما عمرى علىّ بهيّن ... لقد شان حرّ الوجه طعنة مسهر
وقال أبو عبيدة: كان يوم فيف الرّيح عند مبعث النبي صلى الله عليه وسلم.
وأدرك مسهر بن يزيد الإسلام، فأسلم، وفى ذلك اليوم يقول عامر أيضا:
وقد علم المزنوق أتى أكرّه ... عشيّة فيف الرّيح كرّ المشهّر
المزنوق: اسم فرسه. وهو يوم فيف الريح، ويوم الأجشر، ويوم بضيع، مواضع متّصلة، فأسرع القتل يومئذ فى الفريقين، وهو أوّل يوم ذكر فيه عامر، ولم يستقلّ بعضهم من بعض غنيمة تذكر. قال لبيد وأخذت له يومئذ جارية سوداء، فلمّا أخذها بنو الدّيّان علموا أنها للبيد، وأرسلوها ولم يدر من أرسلها، فقال:
يا بشر بشر بنى إياد أيّكم ... أدّى أريكة بعد هضب الأجشر
وقال أبو داود الرؤاسىّ «2» :
ونحن أهل بضيع يوم واجهنا ... جيش الحصين طلاع الخائف الكزم
وهذا اليوم جرّ يوم العرقوب، وهو من ديار خثعم، أغارت فيه بنو كلاب عليهم، فقتلوا يومئذ أشراف خثعم، فقال لبيد:
ليلة العرقوب حتّى غامرت ... جعفر تدعى ورهط ابن «3» شكل
غامرت: أى دخلت فى غمرة القتال، وشكل: من بنى الحريش.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید