المنشورات

كداء

بفتح أوّله، ممدود لا يصرف لأنّه مؤنّث: جبل بمكّة مذكور فى رسم ضريّة. وكداء هذا الجبل: هو عرفة بعينها، وهى كلّها موقف إلّا عرنة، وليست عرنه من الحرم، بينها وبين الحرم رمية بحجر؛ قال حسّان يوعد قريشا:
عدمنا خيلنا إن لم تروها ... تثير النّقع موعدها كداء
وقال ابن الرّقيّات:
أقفرت بعد عبد شمس كد ... فكدىّ فالرّكن فالبطحاء
وكدى: جبل قريب من كداء. يريد عبد شمس بن عبدودّ بن نصر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤى بن غالب. وأنشد الخليل:
أنت ابن معتلج البطا ... ح كديتها فكدائها
وروى البخارىّ وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد يوم انفتح، أن يدخل من أعلى مكّة من كداء، ودخل النّبيّ صلى الله عليه وسلم من كدّى. وفى موضع آخر: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يدخل مكّة من كداء، ويخرج من أسفلها من كدى، بضمّ أوّله، وتنوين ثانيه، مقصور، على لفظ جمع كدية. قال علىّ بن أحمد «1» : وكدى: بأسفل مكّة، بقرب شعب الشافعيّين وشعب ابن الزّبير، عند قعيقعان. حلّق النّبيّ صلى الله عليه وسلم فى حجّة الوداع من ذى طوى إلى كداء [وحلّق من كدى إلى المحصّب «2» ] فكأنّه ضرب دائرة فى دخوله وخروجه، بات بذى طوى، ثم نهض إلى أعلى مكّة، فدخل منها من كداء، وفى خروجه خرج من أسفل مكّة، ثم رجع إلى المحصّب.
وأما كدىّ مصغّر، فإنّما هو لمن خرج من مكّة إلى اليمن، وليس من هذين الطريقين فى شىء. وكان دخول النّبيّ صلى الله عليه وسلم من كداء، وخروجه من كدى فى حجّة الوداع.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید