المنشورات

المروة

 جبل بمكّة معروف. والصّفا: جبل آخر بإزائه، وبينهما قديد، ينحرف عنهما شيئا. والمشلّل: هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قديد.
وعلى المشلّل كانت مناة، فكان من أهلّ بها «2» من المشركين، وهم الأوس والخزرج، يتحرّج أن يطوف بين الصّفا والمروة. ثم استمرّوا على ذلك فى الإسلام، فأنزل الله تعالى: «إن الصّفا والمروة من شعائر الله» هكذا روى الزّهرىّ عن عروة عن عائشة. وقال أبو بكر بن عبد الرحمن: لما ذكر الله عزّ وجلّ الطّواف بالبيت، ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة، قالوا: يا رسول الله، كنّا نطوف بين الصفا والمروة، فأنزل الله تعالى الآية.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طوافه بينهما يمشى، حتّى إذا انصبّت قدماه فى بطن الوادى سعى. وكان بدء هذا السّعى أن إبراهيم عليه السلام لمّا أتى بهاجر إلى مكّة وابنها معها وهو طفل صغير، وليس معهما إلّا مزود تمر وقربة ماء، فأنزلهما هنالك «1» ، وانصرف عنهما، فتبعته، فقالت: يا إبراهيم، الله أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيّعنا. فمكثت حتّى فنى الزاد والماء، وانقطع لبانها، وجعل الصّبىّ يتلمّظ، فذهبت إلى الصفا، فوقفت عليه، هل ترى من مغيث، فلم تر أحدا، فذهبت تريد المروة، فلمّا صارت فى بطن الوادى سعت، حتّى خرجت منه، فأتت المروة، فوقفت عليها هل ترى أحدا، وتردّدت بينهما سبعة أشواط، فصارت سنّة.
وذو المروة: من أعمال المدينة: قرى واسعة، وهى لجهينة، كان بها سبرة بن معبد الجهنىّ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولده إلى اليوم فيها، بينها وبين المدينة ثمانية برد.
والحزواء: من وراء «2» ذى المروة على ليلتين.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید