المنشورات

ملل

بفتح أوّله وثانيه، بعده لام أخرى، قد تقدم تحديده فى رسم الأجرد «3» وغيره. وملل يميل يسرة عن الطريق إلى مكّة، وهو طريق يخرج إلى السّيالة، وهو أقرب من الطريق الأعظم. ومن ملل إلى السّيالة سبعة أميال.
وبملل آبار كثيرة: بئر عثمان، وبئر مروان، وبئر المهدىّ، وبئر المخلوع، وبئر الواثق، وبئر السّدرة. وعلى ثلاثة أميال من القرية عشرة أنقرة «4» ، عملت فى رأس عين، شبيهة بالحياض، تعرف بأبى هشام.
وكان كثيّر عزّة يقول: إنّما سمّيت ملل لتملّل الناس بها، وكان الناس لا يبلغونها حتى يملوا. وكان يقول: إنى لأعرف «5» لم سمّيت المياه بين المدينة ومكّة، فيذكر مللا بما ذكرناه عنه، ويقول: والرّوحاء: لاختراق الريح بها، ولكثرتها، وأنّها لا تخلو من ريح. والعرج: لتعرّج السّيول لها. والسّقيا:
لما سقوا بها من الماء. والأبواء: لتبوّؤ السيول بها. [والجحفة: لا نجحاف السيول بها] «1» . وقديد: لتقدّد السيول فيها. وعسفان: لتعسّف السيول هاهنا، ليس لها مسيل. ومرّ: لمرارة مياهها.
رواه قاسم بن ثابت عن أبى غسّان محمد بن يحيى. قال: وقال كثيّر:
[وكان كثير بن العبّاس ينزل فرش ملل] «2» . ومن ملل خارجة بن فليح المللىّ، ومحمّد بن بشير الخارجىّ. وقال جعفر بن الزّبير يرثى ابنا له مات بملل:
أهاجك بين من حبيب قد احتمل ... نعم، ففؤادى هائم القلب مختبل
أحزن على ماء العشيرة والهوى على ملل، يا لهف نفسى على ملل
فتى السّنّ كهل الحلم، يهتزّ للنّدى ... أمرّ من الدّفلى، وأحلى من العسل
ولملل الفرش المذكور، والقريش. وبالفرش جبل يقال له صفر «3» ، أحمر كريم المغرس، وبه ردهة، وبناء لزيد بن حسن، قال عمرو بن عائذ الهذلىّ:
أرى صفرا «4» قد شاب رأس هضابه ... وشاب لما قد شاب منه العواقر
وشاب قنان بالعجوزين لم يكن ... يشيب، وشاب العرفط المتجاور هكذا أنشده السّكونى. والعجوزان: من الفرش، وهما هضبتان فى قفا صفر.
وبها ردهة. وقال محمّد بن بشير يذكر صفرا فى رثائه أبا عبيدة بن عبد الله ابن زمعة:
ألا أيّها الناعى ابن زينب غدوة ... نعيت الفتى دارت عليه الدّوائر «1»
أقول له والدّمع منّى كأنّه ... جمان وهى من سلكه متبادر «2»
لعمرى لقد أمسى قرى الناس عاتما ... لدى الفرش لمّا غيّبته المقابر «3»
إذا ما ابن زاد الرّكب لم يمس نازلا ... قفا صفر لم يقرب الفرش زائر
وكان زمعة- جدّ هذا المرثىّ- ابن الأسود بن المطّلب بن أسد، أحد أزواد الرّكب «4» ، وكان أبو عبيدة هذا ينزل الفرش، وكان كبير «5» ينزل الضّيفان.
وضاحك: بين الفرش وبين الضّيفان، وقد ذكره ابن أذينة، فقال:
أنكرت منزلة الخليط بضاحك ... فعفا وأقفر منهم عبّود وعبّود: بين الفريش «1» وصدر ملل. وبطرف عبّود عين لحسن بن زيد منقطعة وبالفرش الجريب. وهو بطن واد يقال له مثعر، وهو ماء لجهينة، قد تقدّم ذكره، وذكره الأحوص، فقال:
عفا مثعر من أهله فثقيب ... فسفح اللّوى من سائر فجريب
فذو السّرح أقوى فالبراق كأنّها ... بحورة لم يحلل بهنّ عريب
وإلى جانب مثعر: مشجر، ماء آخر لجهينة أيضا «2» . فأمّا الفريش ففيه آبار لبنى زيد بن حسن، وبه هضبة يقال لها عدنة «3» . ومنزل داود بن عبد الله ابن أبى الكريم «4» بعدنة «5» .
وروى ابن أبى سليط، عن «6» عثمان بن عفّان رضى الله عنه: «صلّى الجمعة بالمدينة، وصلّى العصر بملل» . قال مالك: وذلك للنّهجير وسرعة السّير.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید