المنشورات

وبار

بفتح أوّله، مبنىّ على الكسر، مثل حذام وقطام، ومنهم من يعربه ولكنه لا يجرى، وهى لغة بنى تميم. قال مالك بن الرّيب فى بنائه:
ألا من مبلغ مروان عنّى ... بأنّى ليس دهرى بالفرار
ولا جزعا من الحدثان دهرى ... ولكنّى أدور لكم وبار
وقال الأعشى فى إعرابه:
ومرّ دهر على وبار ... فهلكت جهرة وبار
فبناه تمّ أعربه، فأتى باللّغتين. قال أبو عمرو: وبار: بالدّهناء، بلاد بها إبل حوشيّة، وبها نخل كثير، لا أحد يأبره ولا يجدّه. وزعم أن رجلا وقع إلى تلك الأرض، فإذا تيك الإبل ترد عينا، وتأكل من ذلك التمر، فركب فحلا منها، ووجّهه قبل أهله، قاتّبعته تلك الإبل الحوشية، فذهب بها إلى أهله. وقال الخليل:
وبار: كانت محلّة عاد، وهى بين اليمن ورمال يبرين. فلمّا أهلك الله عادا، ورث محلّتهم الجنّ، فلا يتقاربها أحد من الناس، وهى الأرض التى ذكرها الله سبحانه فى قوله «وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ»
. وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ: كان من شأن دعيميص الرّمل العبدىّ الذي يضرب به المثل، فيقال: «أهدى من دعيميص الرمل» ، لأنه لم يدخل أرض وبار غيره، فوقف بالموسم بعد انصرافه من وبار، وجعل ينشد:
من يعطنى تسعا وتسعين نعجة ... هجانا وأدما أهده لوبار
فلم يجبه أحد من أهل الموسم إلا رجل من مهرة، فإنّه أعطاه ما سأل، وتحمّل معه فى جماعة من قومه بأهليهم وأموالهم، فلمّا توسّطوا الرمل طمست الجنّ بصر دعيميص، واعترته الصّرفة، فهلك هو ومن معه جميعا.
 

مصادر و المراجع :

١- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع

المؤلف: أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي (المتوفى: 487هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید