المنشورات

الإمام الحافظ الأديب أبو عمرو بن عمار بن عريان بن عبد الله بن حصين وقيل أبو عمرو بن العلاء

 بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث بن فهم بن خزاعة بن مازن التميمي المازني البصري القارئ أحد القراء السبعة (1)، المتوفى بالكوفة سنة خمس وخمسين ومائة، عن نحو تسعين سنة واختلف في اسمه على واحد وعشرين قولا وذلك لأنه لجلالته لا يسال وكذا في تاريخ ولادته ووفاته والصحيح أن اسمه [و] كنيته كما في "وفيات الأعيان" وقيل زبَّان بالزاي. قال السيوطي: وهو الأصح.
كان أصله من أشراف العرب من أهل كازرون، نشأ بالبصرة وقرأ القرآن على سعيد بن جبير ومجاهد وأهل الحجاز وسلك طريقهم في التخفيف وله راويان أبو عمرو حفص وأبو شعيب صالح السوسي، أخذ عن جماعة من التابعين وروى عن أنس بن مالك وعطاء وجماعة. قرأ عليه اليزيدي وعبد الله بن المبارك وخلف وأخذ عنه الأدب أبو عبيدة والأصمعي وهو في النحو في الطبقة الرابعة من علي بن أبي طالب وكان إمام أهل البصرة في القراءة والنحو واللغة وهو أعلم الناس بالقرآن والعربية والشعر وكانت كتبه التي كتبها عن العرب قد ملأت بيتاً له إلى السقف، ثم تزهّد فأحرقها وكانت عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهلية. قال الأصمعي: جلست معه عشر حجج فلم أسمعه يحتج ببيت إسلامي وسألته عن ألف مسألة فأجابني فيها بالف حُجَّة وهو الذي يقول الفرزدق فيه (2):
ما زِلتُ أغلقُ أبواباً وأَفْتَحُهَا ... حتى أتيتُ أبا عمرو بن عَمَّارِ
وكان ورعاً زاهداً رأساً في حياة الحسن البصري وثّقه ابن معين وغيره وكان يقرأ غَرفة فأنكر الحَجَّاج وطلب منه شاهداً، فخرج أبو عمرو إلى أحياء العرب باليمن هارباً فسمع المنشد يقول:
رُبما تكره النُّفُوس من الأَمـ ... ـــر له فَرْجَةٌ كحل العِقَالِ
ثم قال: مات الحجاج. قال أبو عمرو: فأنا (3) بقوله: له فرجة أشد سروراً مني (4) بموت الحجّاج، وخلف ولداً يقال له بِشر. من "وفيات الأعيان" وغيره.
 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید