المنشورات

الأمير أبو العباس أحمد بن طُولون ، ملك الديار المصرية والشامية

المتوفى بالقاهرة في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين عن خمسين سنة.
كان طولون من الأتراك التي أهداها نوح بن السَّامَاني إلى المأمون.
ولد بسامراء ونشأ بحسن الأدب وطلب الحديث، فسمع من الشيوخ وصحب الزُّهَّاد، فظهر فضله، ثم استنقذ متاع الخليفة المستعين على البغل من الأعراب في سفره، فصار ذلك سببًا لاشتهاره، إلى أن قُلِّد نيابة مصر وسار إليها سنة 254، فكثر أتباعه، فركب إلى سفح الجبل وأمر بحرث قبور الكُفُّار وبنى القصر والميدان، فاختط أصحابه حتى اتصل البناء لعمارة الفسطاط فعمرت عمارة حسنة وقطعت القطائع باسم من سكنها، فصارت مدينة كبيرة أعمر من الشام وخرج إلى الشام فتسلّمها إلى أنطاكية وابتدأ بناء جامعه سنة 263 بما أفاء الله عليه من المال الذي وجده فوق الجبل بتنُّور فرعون ومنه بنى العين وتمَّ سنة 65 [2] ورأى في منامه كأن الله قد تجلى ووقع نوره على المدينة حول الجامع إلا جامعه، فتألم، فقال له مفسِّرٌ
حاذق: هذا الجامع يبقى ويخرب كل ما حوله بتأويل قوله تعالى: {فلما تجلّى ربّه} الآية (1) وبنى قصره وجعل له ميدانًا كبيرًا، فكان يعمل الأطعمة ويُنادي بالحضور، فيدخل الناس وهو ينظر إلى المساكين وبنى المارستان وأنفق عليه مالًا جزيلًا وكان يركب بنفسه ويتفقّد المرضى وبنى على قبر معاوية قُبّة عالية وكانت ولايته على مصر خمس عشرة سنة، ثم ولي بعده ابنه خُمارويه. ذكره ابن خلِّكان وغيره.

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید