المنشورات

تاج العارفين أبو اليقظان سيدي أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر القدسي الأصل البدوي

 المتوفَّى بالقاهرة (5) في ربيع الأول سنة خمس وسبعين وستمائة عن تسع وسبعين سنة.
ولد بفاس وحجّ مع أبيه وجاور إلى أن مات أبوه وعرف بالبدوي لملازمته اللثام لا يفارقه لجرح بين عينيه. حفظ القرآن وتفقه، ثم لازم الصمت والعزلة وظهر عليه الوَلَهُ، ثم دخل العراق مع أخيه الحسين.
وصحب هناك الشيخ أحمد الرفاعي وعبد القادر الكيلاني (1). وكان يصوم صوم الوصال إلى أربعين يوماً لا ينام وهو في أكثر حاله شاخص البصر إلى السماء وعيناه (2) كالجمرتين، ثم عاد إلى مصر سنة 634، فأقام على سطح دارٍ، لا يفارقه وإذا عرض عليه الحال يصيح صياحاً متصلاً. وكان طوالاً غليظ الساقين كبير الوجه طويل الذراعين ولونه بين البياض والسمرة. وتواترت عنه كرامات وخوارق من أشهرها قصة المرأة التي أسر الفرنج ولدها فلاذت به فأحضره في قيوده. وكان شجاعاً.
روي أن الشيخ أحمد والشيخ عبد القادر قالا له: يا أحمد! مفاتيح العراق والهند واليمن والروم والمشرق والمغرب، بأيدينا فاختر [أيها شئت] فقال لهما: لا حاجة لي بمفاتيحكما، ما آخذ المفتاح إلا من الفتّاح.
وكان الملك الظاهر يعتقده وزاره. ولما قدم من العراق خرج مع جيشه تلقوه ولما مات استخلف على الفقراء سيدي عبد العال فسار سيرة حسنة وعَمَّر مقامه وعملوا له وقفاً وبنوا له زاوية. ذكره السيوطي والشعراني.

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید