المنشورات

هرمس الهرامسة إدريس بن برد بن مهلايل بن فينان بن أنوش بن شيث النبي -عليه السلام

 ولد سنة ألف ومائة واثنتين وعشرين سنة من هبوط آدم -عليه السلام- بمنف (7) وكان صدِّيقًا نبيًا، كما في الكتاب المبين ورفع مكانًا عليًا (8) سنة سبع وستين وأربعمائة وألف من الهبوط أيضًا فيكون عمره خمسة وأربعين ومائتين وقيل خمسة وستين وثلاثمائة وقيل اثنتان وثمانون سنة واسمه بالعبراني هنوخ وقيل عرب بخنوخ وأخنوخ بضم الهمزة والحاء مهملة أو معجمة أو بفتحهما، كل ذلك أقوال وهرمس معرب أرميس وهو باليونانية عطارد، وإدريس أيضًا اسم أعجمي فلا يشتق من الدراسة كما في "الكشاف" وهرمس لقب كقيصر بمعنى ذي عدل ويقال له المثلث بالنعم, لأنه كان ملكًا ونبيًا وحكيمًا فيلسوفًا، له تصانيف كثيرة في أيدي الناس إلى اليوم ككتاب "الطول" وكتاب "العرض" وكتاب "قصب الذهب" وغير ذلك. ولد ببابل وقيل بمصر، فآتاه الله النبوة، فأمر ونهى على شريعة آدم (9) وشيث. وكان آدم اللون، تام القامة، كث اللحية، حسن الوجه، عريض المنكبين، ضخم العظام، قليل اللحم، أكحل متأنيًا في كلامه، كثير الصمت, إذا مشى أكثر نظره إلى الأرض، رقيق الصوت. وكان كما دعا
السحاب أجاب بلغته وسمع الناس. ونزل عليه جبريل -عليه السلام- أربع مرات وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة وهو أول من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والحساب والحكمة والرياضي والطبيعي والإلهي وأسرار الفلك. وأول من خاط الثوب ولبسه وكانت قبلته إلى جهة الجنوب وبنى الهياكل ونظر في الطيب وأنذر بالطوفان. فبنى الأهرام والبراني باخميم وصور فيها الصناعات ونسب إليه الرمل أيضًا على قول. قال البيضاوي (1) في تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] يعني شرف النبوة والزلفى عند الله وقيل: الجنة وقيل: السماء السادسة والرابعة. وفي حديث الإسراء أن رسول الله -عليه السلام- مرَّ به وهو في السماء الرابعة (2). واختلفوا في موته ولم يزل أصحابه على شريعته حتى انقرضوا وكان تلميذه اسقلينوس (3) (85/ أ- ب) أقوى الملوك حزبًا، وولد له متوشلخ وقيل إن لاب الذي وضع الاصطرلاب وبنى مدينة حلب ولده. والله أعلم.

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید