المنشورات

الملك العادل أنوشروان بن قباد بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور الساساني

 ملك بعد أبيه قباد وكان صغير السن، فمات سنة ثمان وثمانين وثمانمائة للإسكندر وكانت مدة ملكه أربعاً وستين سنة. وقد أناف على خمس وسبعين سنة.
وكانت المزدكية قد استولت على الأمور في زمن أبيه، فعاهد الله على إعادة آل المنذر إلى الحيرة وقتل المزدكية، فأمر بقتل مزدك وإحراق جثته وأباح دماء المزدكية والمانوية فقتل منهم عالماً وأثبت الملة المجوسية، فقوي الملك بعد ضعفه وترك اللهو وبنى المعاقل والحصون وقسم أموال الزنادقة على الفقراء ورد المنذر إلى الحيرة وطرد الحارث عنها وكان مزدكياً كقباد، ثم سار إلى الهياطلة فقتل ملكهم لدم فيروز وأرسل جيشاً إلى اليمن فطردوا الحبشة عنها وغزا برجان فبنى لاب الأبواب وجعل السور من جوف البحر مقدار ميل لدفع الأمم المتصلة بذلك الجبل. ولما ملك عدل بين الرعية وعمل بوصية جده أردشير: لا سلطان إلا بالرجال ولا رجال إلا بالمال ولا مال إلا بالعمارة ولا عمارة إلا بالعدل. ولم يكن في الملوك أعدل منه وبنى قصراً رفيعاً ليشرف على العسكر والرعية ونهض في نيف وتسعين ألف مقاتل إلى بلاد الروم، فأخذ مدينة الرها وحلب وأنطاكية ونقل أهلها إلى العراق.
وكان بزرجمهر من خواصه ونديمه ثم جعله وزيراً، جاء رسول من الهند بالشطرنج فأمر أنوشروان لبزرجمهر فطالعه واستخرج ووضع النرد بإزائه وأرسله ثم انحط بزرجمهر من عند كسرى مدة فكف بصره.
وكان لأنوشروان ستة بنين وهرمز أكبرهم، فأمر بأن يكتب له عهد بالسلطنة فكتب وعاش بعد سنة ثم مضى لسبيله. وفي زمانه ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الثانية والأربعين من
ملكه. كذا في "العيلم" و"ترجمة شهنامه" (1).
وعارض يعقوب الحميدي المعروف باجه خليفة فقال:
روا كى بود آخر اى نكته دان ... بود فيض عدل از مجوسي بران
مكو اين جنين وبرهيز ازو ... صواب سخن كر بخواهى بكو
شه كسرى از ظلم از آن ساده است ... كه در عهد او مصطفى زاده است
غمى بود ما انكه جدى جو من ... جنان فاضلى راجنين بد سخن
ولي من كه مست مى غيرتم ... كى انديشه دارم ز جام وز جم (2)

 

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید