المنشورات

حضرة أيوب الصَّابر بن أموص بن رازح بن رمو بن العيص بن إسحق -عليه السلام

المتوفى سنة اثنتين وأربعين وستمائة وثلاثة آلاف من الطوفان وعمره أزيد من مائتين.
وأيوب نبي مرسل وكان أبوه ممن آمن بإبراهيم -عليه السلام- وأمه بنت لوط وزوجته رحمة بنت أفراييم وقال البيضاوي: ليا بنت يعقوب وقيل غير ذلك. رزقه الله منها اثني عشر بطناً. وكان صاحب أموال عظيمة وعقارات كثيرة بأرض حوران، فابتلاه الله بأن أذهب أمواله وأولاده، ثم ابتلاه في جسده حتى تدود ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه، وبقي مرمياً على مزبلة لا يطيق أحد أن يشم رائحته، فعافه الجليس وأوحش منه الأنيس وهو في كل ذلك شاكر صابر محتسب لا يجزع، وزوجته صابرة تخدمه وترعى له حقه، وكان يقول: اللهم إن كان هذا رضاك فشدد وإن كان من سخطك فاغفر. واختلف في سبب سؤاله العافية فقيل: إن زوجته تراءى لها إبليس وقال لها اسجدي لي لأرد مالكم، فاستأذنت أيوب فغضب وحلف لئن شفاني الله تعالى لأجلدنك مائة جلدة وقال لها: اغربي عني فطردها فذهبت، فلما نظر وليس عنده طعام ولا شراب ولا صديق خر ساجداً وقال: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فقيل له: اركض برجلك فركض فنبعت عين فاغتسل منها فلم يبق منها داء، يقال: العين مشهورة اليوم ببلاد الجولان ثم أجلت امرأته فأعتنقته ورد الله عليهما كل مال لهما وولدهما أضعافاً كما قال: "وآتيناه أهله ومثلهم معهم" (3). ولما عوفي أمره الله تعالى أن يأخذ عرجونا من النجل فيه مائة شمراخ فيضرب به زوجته وهى رخصة باقية في الحدود والإيمان
ففعل. واختلف في مدة بلائه من يوم إلى ثماني عشرة سنة وعمره وقت الابتلاء ثلاث وسبعون سنة والله أعلم.

 

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید