المنشورات

إمام الأطباء بقراط بن بَرقليدس بن بقراط بن غيوثيدينوس بن هروس بن سوسطراظس

بن ثاوذورس بن فلاوبونطاداس بن فريساميس الملك وأمه فراكسيا من بنت أبوقليس (7)، أصله أبوقراطيس فيقال بقراطيس وبقراط بعد التخفيف منه. فهو من جنسين فاضلين أبوه من آل إِسْقَلَبِيُوس وأمه من آل أبوقليس. تعلَّم الطب من أبيه ومن جدّه وعاش خمساً وتسعين سنة، منها عالم معلم تسعاً وسبعين سنة ومات قبل الإسكندر بنحو مائة سنة. وكان ظهوره سنة ست وتسعين لبختنصّر ووفاته سنة ست وأربعين ومائة، كما في "مختار الحكم". وكان مسكنه مدينة قو وهي حمص من بلاد الشام وكان يقيم تارة بدمشق في غياضها للرياضة والتعلم والتعليم وفي بساتينها موضع يعرف بضفة (8) بقراط الآن.
وكان فاضلاً، متنسكاً، متألهاً، يعالج المرضى احتساباً، جوالاً في البلاد.
وذكر جالينوس أن أردشير دعاه إلى معالجته من مرض عرض له فأبى عليه لعداوته لليونانيين وأن ملكين من اليونان دعاه [كل واحد منهما إلى علاج نفسه] (9) فأجابهما لحسن
سيرتهما ولما عوفيا لم يقم عندهما تنزهاً عن الدنيا. فلما نظر في الطب ووجده قد كاد أن يبيد لقلة الأبناء المتوارثين له من آل إسقلبيوس رأى أن يذيعها في جميع الأرض ويعلّمها المستحقين والغرباء فعلّمهم وعهد إليهم عهوداً وأحلفهم أن لا يخالفوا ما شرطه عليهم وأن لا يعلمّوه أحداً إلا بعد أخذ العهد عليه ويقال إنه أول من بنى البيمارستان وسمّاه أخشيندوكهن أي مجمع المرضى واستنبط أجناس الأمراض.
وكان ربعة، أبيض، أشهل العينين، حسن الصورة، غليظ العظام، معتدل اللحية أبيضها، منحني الظهر، عظيم الهامة، بطيء الحركة، كثير الصوم.
وهو أول من دوَّن الطب وجعل أسلوبه في كتبه على ثلاث من طرق التعليم: على سبيل اللغز، على غاية الإيجاز، على التساهل والتبيين، قال: ووجدنا من كتبه نحو ثلاثين كتاباً والذي يدرس منها اثنا عشر كتاباً: "الأجنة"، كتاب "طبيعة الإنسان" كتاب "الأهوية والبلدان"، كتاب "الفصول"، كتاب "تقدمة المعرفة"، كتاب "الأمراض الحادة"، كتاب "أوجاع النساء"، كتاب "الأمراض الوافدة"، كتاب "الغذاء" ... كتاب "حانوت الطبيب"، كتاب "الكسر والجبر". وله غير ذلك.
وخلّف من الأولاد والتلاميذ أربعة عشر: أولاده ثاسلوس ودراولان و [من] تلاميذه لاون (1) وماسرجس وقوكومش وسيكفوس المفسّر. ومعنى بقراط: ضابط الخيل وقيل ماسك الصحة وقيل ماسك الأرواح. وسئل ثابت بن قرة كم البقراطون فقال الأول الذي من نسل اسقلانبيوس وهو المشهور المذكور والثاني هو بقراط بن برقليدس وبينه وبين الأول تسعة أباء قيل بينه وبين اسقلبيوس تسعة آباء والثالث هو بقراط بن دراقر ومنه إلى اسقلبيوس أحد عشر جدَّاً والرابع هو ابن عم بقراط الثالث ولما وقف المترجمون على كتبهم خرجوها ولم يميزوا واحداً منهم. ذكره ابن القفطي في "مختصر تاريخ الحكماء" وصاحب "عيون الأنباء".

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید