المنشورات

سيد الطائفة وشيخ التصوف أبو القاسم جنيد بن محمد بن الجنيد الَخزَّاز النَّهَاوَنْدي القَوَاريري البغدادي الشافعي

 المتوفى ببغداد يوم السبت في شوال سنة ثمانٍ وتسعين ومائتين وقيل: سنة سبع وتسعين وعمره ....
وهو إمام أهل الخرقة، الجامع بين العلم والعمل. تفقه على أبي ثور وكان يفتي بحلقة أستاذه وهو ابن عشرين سنة، وسمع الحديث من الحسن بن عرفة. وغيره، ثم لازم أهل الطريق واختص بصحبة خاله السري السقطي والحارث بن أسد المحاسبي وأبي حمزة البغدادي. قال جعفر الخُلدي: لم نر في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غيره، إذا رأيت علمه رجحته على حاله وإذا رأيت حاله رجحته على علمه. ومن كلام الجنيد: الطريق إلى الله -عز وجل- مسدود على خلقه إلا على المقتفين آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} (2)، وكان يقول: ما أخذنا التصوف من القال والقيل لكن عن الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات. ويقول أيضاً: طريقنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ القرآن ولم يتقن الحديث ولم يتفقه لا نقتدي به. وسئل عن التصوف فقال: استعمال كل خلق سني وترك كل خلق دني. قال ابن خلكان: أصله من نهاوند ومولده ومنشأه [في] العراق. وكان شيخ وقته وفريد عصره، وكلامه في الحقيقة مشهور مدوَّن، ورؤي في يده سبحة، قيل له: أنت مع شرفك تأخذ بيدك سبحة، فقال: طريق وصلت به إلى ربي، لا أفارقه. ولما مات دفن بالشونيزية عند خاله السري، وإنما قيل له الخزاز لأنه كان يعمل الخز وكان أبوه قواريرياً. ونهاوند بفتح النون. والشونيزية بضم الشين، مقبرة مشهورة بالجانب الغربي من بغداد. انتهى.

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید