المنشورات

المعتز [بالله] زبير بن جعفر [المتوكل أبو عبد الله الهاشمي البغدادي العباسي

 أمه أم ولد تسمى قبيحة لجمالها من الأضداد وبويع بالخلافة عند خلع عمه ولم يل الخلافة أحد قبله أصغر منه. وكان شابًا جميلًا مليح الوجه أبيض مشربًا بحمرة بديع الحسن. ولما تم أمره واستهل شهر رجب خلع أخاه إبراهيم المؤيد من ولاية العهد فمات بعد أيام فأحضر المعتز القضاة حتى شاهدوه وكان المعتز في ضيق وضجر في خلافته مع الأتراك فأتوه جماعة منهم وقالوا أعطنا أرزاقنا فطلب من أمه مالا لينفقه فيهم فأبت وكانت في سعةٍ ولم يكن في خزائن الأموال شيء فاجتمع الأتراك على خلعه وجاءوا مسلحين إلى دار الخلافة وطلبوا خروجه فبعث من يقول لهم: قد شربت دواء وأنا ضعيف فهجم عليه جماعة منهم وجَرُّوه من رجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس وهم يلطمون وجهه ويقولون: إخلع نفسك، ثم أحضروا القاضي والشهود فخلعوه. ثم أحضروا محمدًا بن الواثق وكان قد أبعده إلى بغداد فسلم إليه الخلافة وبايعوه ثم أخذوا المعتز بالله بعد خمس ليال من خلعه وأدخلوه الحمام ومنعوه عن الماء حتى كاد أن يهلك. ثم أخرج وهو ميت عطشا فسقوه بالثلج فشربه فسقط ميتًا، وكان ذلك في شعبان سنة 255 وعمره أربعة وعشرون وخلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما ودفن بسامراء].
 

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید