المنشورات

الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد بن خليل بن نصر

السيوطي الأصل الطّولوني الشافعي (1)، المتوفى بالقاهرة في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة وله اثنتان وستون سنة.
نشأ يتيمًا وقرأ وأخذ عن الفخر عثمان وابن الفالاتي وتفقَّه على العلم البُلقيني والشُّمُنِّي والكافيجي والشّهاب الشارمساحي ولازم السخاوي وابن حجر في الرواية وتردد يسيرًا للزين قاسم والبِقَاعي وتدرب بالشهاب المنصوري في النظم وسمع على بقايا من المسنِّدين وأجاز له جماعة، ثم سافر إلى الفَيّوم ودمياط وكتب عن جماعة، ثم إلى مكة سنة 69 [8] فأخذ عن المحيوي وابن فهد.
قال السخاوي: أخذ من كتب المحمودية وغيرها كثيرًا من التصانيف القديمة في فنون فغيَّر فيها فنونا يسيرًا وقدَّم وأخَّر ونسبها لنفسه وأوَّل ما أبرز جزءًا له في تحريم المنطق جرّده عن مصنّف لابن تيمية. ثم إن إينال قرره في تدريس الحديث بالشيخونية ومشيخة التصوف بتربة برقوق فقيل له تزبَّبْتَ قبل أن تتحصرم. وأطلق لسانه وقلمه في شيوخه فمن فوقهم، كالعضد والسيد والرضي ولا زال يسترسل، حتى قال: إنه رزق التبَحُّر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان والبديع. قال: وأما الحساب فأعسر شيءٍ علي وأبعده عن ذهني وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلًا أحمله. قال: وقد كملت عندي آلات الاجتهاد بحمد الله. وأفرد تأليفًا في تيسير الاجتهاد لتقرير دعواه في نفسه. وما أحسن قول بعضهم: في الحساب ما اعترف به عن نفسه [مما يوهم به أنه منصف] أدل دليل على بلادته وبعد فهمه لتصريح أئمة الفنِّ أنه فنّ ذكاء. وكأن دعواه الاجتهاد ليستر أخطاءه. وذكر أن تصانيفه تزيد على ثلاثمائة كتاب، منها ما هو في ورقةٍ وما ماهو دون كُرَّاسة فكثير، كل ذلك مع كثرة ما يقع له من التحريف [أوالتصحيف] وما ينشأ عن عدم فهم المراد لكونه استبد بالأخذ من بطون الدفاتر. وقد قام الناس عليه كافة لمّا ادعى الاجتهاد فصنَّف فيهم وأساء الأدب (2)، إلى آخر ما ذكره في "الضوء اللامع". ثم صرفه طومانباي عن مشيخة
البيبرسية في رجب سنة 909 فأعرض عنها وعن الشيخونية وانقطع لسكنه في الروضة إلى أن مات -رحمه الله-. وقد جمع الشيخ عبد القادر الشاذلي بعض مناقبه في جزء (1).

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید