المنشورات

عبد الرحمن بن مسلم [وقيل] عثمان بن مسلم أبو مسلم الخراساني

[القائم بالدعوة العباسية، كان أبوه من رستاق فريدين من قرية تسمى سمجرد من قرى مرو فرأى في منامه كأنه جلس للبول فخرج من إحليله نار وارتفعت في السماء وأضاءت الأرض بناحية المشرق، وكان جاريته حاملًا ثم مضى إلى آذربيجان ومات بها ونشأ أبو مسلم عند عيسى بن معقل جد أبي دلف فخرج أديبا لبيبا يشار إليه في صغره وكان في دور بني فضل؟ إلى أن قدم الكوفة جماعة من نقباء الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس مع عدة من الشيعة الخراسانية فصادفوا أبا مسلم فأعجبهم عقله وكلامه ومال هو إليهم ثم عرف أمرهم وأنهم دعاة ثم خرج معهم إلى مكة فأورد النقبا على إبراهيم بن محمد ألوف دينار وأهدوا إليه أبا مسلم فأعجب به وأقام عنده لخدمة ثم إنهم سألوا رجلًا يقوم بأمر خراسان فدعا أبا مسلم وقلده الأمر وأرسله إلى خراسان وكان واليها نصر بن سيار من جهة مروان فكتب إليه وكان مروان مشغولا عنه كما سبق وأبو مسلم في خمسين رجلا وذلك في 25 رمضان سنة 129 فأبطى عنه الجواب واشتدت شوكة أبي مسلم فهرب نصر من خراسان وفي محرم سنة 132 وثب أبو مسلم على
بن الكرماني بنيسابور فقتله فخطب ودعا للسفاح وصفت له خرسان ثم سير العساكر لقتال مروان وظهر السفاح بالكوفة وبويع في هذه السنة وتجهزت العساكر الخراسانية من جهة السفاح لقصد مروان فانكسر عسكر مروان بالزاب واستقل السفاح بالخلافة وكان كثير التعظيم لأبي مسلم لما صنعه ودبره وكان أبو مسلم قد قتل في دولته ستمائة ألف صبرا ولما تولى المنصور صدرت من أبي مسلم أسباب غيرت قلب المنصور عليه فعزم على قتله ولم يزل يخدعه حتى أحضره إليه وهو بالمدائن فأقبل عليه يعاتبه ويعدد ذنوبه وأمر بقتله فقتلوه بالسيف بين يديه وهو يقول استبقني يا أميرا المؤمنين لعدوك وذلك يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة 137 وقيل 136 برومية المدائن وكان قصيرا اسمر جميلا عريض الجبهة حسن اللحية فصيحا بالعربية والفارسية راوية للشعر عالما بالأمور لم ير ضاحكا ولا مازحا إلا في وقته وكان فاتكا شجاعا ذا تدبير وحزم].

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید