المنشورات

الشيخ سِرَاج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن نصر بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق

 الكِنَاني البُلْقِينِي القاهري الشافعي (1)، المتوفى بها في ذي القعدة سنة خمس وثمانمائة، عن إحدى وثمانين سنة.
حفظ القرآن وصلّى به وهو ابن سبع، وحفظ المتون وأقدمه أبوه إلى القاهرة وهو ابن اثنتي عشرة سنة. فعرض محفوظه على التقي السُّبْكِي والجلال القَزْويني فأعجبهم ذكاؤه، ثم عاد واستوطن القاهرة سنة 738 وتفقّه على السُّبْكِي والعزّ بن جَمَاعة، وقرأ الأصول والعقليات على الشمس الأصفهاني، والتفسير والعربية على. أبي حَيَّان وابن عقيل وتزوج ابنته، وسمع الحديث من المِزّي والذهبي وابن الجَزَري وابن نُباته، فخرَّج له أبو عمر "أربعين حديثاً" وكذا الولي العراقي، وحجّ سنة 40 وزار القدس واجتمع بالصلاح العلائي، فأذنوا له بالإفتاء والتدريس وعظّمه أجلاء شيوخه وناب في الحكم عن ابن عقيل، ودرّس بالخشابية وغيرها وولي إفتاء دار العدل ثم قضاء الشام سنة 69 وعيّن لقضاء مصر غير مرّة لكن لم يتم مع ارتقائه لأعظم منبر، وشاع ذكره في الممالك.
قال أبو حَيَّان: كان إماماً في العربية، مع ما منحه الله له من علمه بالشريعة بحيث نال في الفقه وأصوله الرتبة العليا. انتهى
ولما عاد من دمشق كان معول الناس عليه في الفتوى، وكثرت طلبته، وله نظم وسط وتصانيف كثيرة لم تتم [إذ كان] يبتدئ كتاباً فيصنّف فيه قطعة ثم يتركه، وقلمه لا يشبه لسانه واستمرَّ مقبلاً على الاشتغال بالتدريس والفتوى إلى أن تفرد ولم يبق من يزاحمه وصار يضرب به المثل في العلم. ويقال هو المجدد في رأس المائة الثامنة. وكان وقوراً حليماً موَّفقاً في الفتوى ولا تركن النّفس إلا إلى فتواه ولا يجتمع به أحد من العلماء إلا ويعترف بفضله. ومما كَمُلَ من تصنيفه "محاسن الاصطلاح" وكتب من "شرح البخاري" على نحو عشرين حديثاً مجلدين. وقد ترجم له ولداه الجلال عبد الرحمن والعلم صالح منفردين. هذا خلاصة ما ذكره نقلاً من "الضوء اللامع".

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید