المنشورات

محمد بن بايزيد بن مراد [المعروف بجلبي محمد

 السلطان العثماني الخامس، ... وبنى السلطان ببلدة بروسًا جامعًا لطيفًا في تل رفيع وعمارة ومدرسة ومكتبا وخانا كبيرا يسكن فيها التجار، ولما قرب الإتمام أرسل عسكرًا صحبة أمور بك بن تيمور تاش، فسار وافتتح قلعة هركه وكَكْبُوزه وقرية قرتال وبنديك، فوقفها السلطان على جامعه ثم توجه نحو سلانيك فشاع بين الناس ظهور بوركلوجه مصطفى، وكان من أتباع ابن قاضي سماونه ودعى إلى نفسه بالاستبداد فأجتمع عنده أهل البغي والفساد فأفرز السلطان عسكرًا صحبة ابنه الأمير مراد وبايزيد باشا وأرسل إليه فالتقى الفريقان بقَرَا برون من نواحي آيدين فانكسر عسكر بوركلوجه وقتل أكثرهم. وفي أثناء ذلك خرج الشيخ بدر الدين ابن قاضي سماونه في بلاد روم إيلي فاجتمع عنده أحباؤه وكثر، ولما سمع السلطان رجع لأجله إلى سيروز فتفرق شيعته من عنده ودبر بعضهم للنجاة فقبضوا عليه وجاءوا به إلى موكب السلطان فأفتى مولانا حيدر الهروي بإراقة دمه فصلبوه في سوق سيروز. وفي أوائل جمادى الأولى سنة 824 توفي السلطان محمد خان ببلدة أدرنة فأخفي موته إلى قدوم ابنه إلى بروسا فحمل جنازته في محفة كأنه حي. ولما وصل إليها دفن في تربته عند جامعه بعد اثنين وأربعين يومًا، وعمره ثلاث وأربعون سنة، وسلطنته ثمانية أعوام وعشرة أشهر استقلالًا. وكان ملكًا جليلًا محبًا للعلماء والمشايخ كثير الخير، وله جامعان بمدينة مرزيفون وحمامان. وهو أول من عين الصُّرَر من محصولات أوقافه لأهل الحرمين الشريفين من آل عثمان. وكان شجيعًا منصورًا في حروبه، وقد اشتهر في العالم بشجاعته وصرامته في وقعة أبيه مع تيمور، ثم جلس ابنه السلطان مراد].
 

 

مصادر و المراجع :

١- سلم الوصول إلى طبقات الفحول

المؤلف: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني العثماني المعروف بـ «كاتب جلبي» وبـ «حاجي خليفة» (المتوفى 1067 هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید