المنشورات

بعشرتك الكرام تعدّ منهم … فلا ترين لغيرهم الوفاء

رويته أيضا في حرف الفاء، لأنه ورد بقافية «ألوفا» من ألف يألف .. وهنا القافية همزية من «وفى يفي». والمصدر وفاء .. وأزيد على ما ذكرته هناك: أنّ، البيت ينشدونه شاهدا على عمل اسم المصدر وهو هنا «عشرة» واسم المصدر، ما ساوى المصدر في الدلالة على معناه، وخالفه بخلّوه - لفظا وتقديرا دون عوض، من بعض ما في فعله ...
فمثل «قتال» مصدر لأن أصله قيتال، فألف «قاتل» قلبت ياء ثم حذفت .. فهي مقدرة ولفظ «عدة» من (وعد) خلا من الواو، لكن عوّض منها التاء فهو مصدر. أمّا «الوضوء» فهم اسم مصدر، لأنّ فعله «توضّأ» لخلوه لفظا وتقديرا من بعض حروف «توضأ» والكلام: اسم مصدر، لأن فعله «تكلّم» .. و (عشرة) في البيت الشاهد: من الفعل «عاشر» حذفت ألف الفعل دون عوض .. فهو اسم مصدر. ولكنه عمل عمل فعله بشروط
عمل المصدر .. وعمل اسم المصدر مذهب الكوفيين والبغداديين، ومنعه البصريون ..
والشواهد تؤيد الكوفيين. ومنه قول الشاعر:
قالوا: كلامك هندا وهي مصغيّة … يشفيك قلت صحيح ذاك لو كانا
وقول عائشة رضي الله عنها: «من قبلة الرجل زوجته الوضوء». [الأشموني ج 2/ 288، وابن عقيل ج 2/ 187، والعيني ج 3/ 527].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید