المنشورات

لا يمنع الناس منّي ما أردت ولا … أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا

البيت للشاعر الفارس سهم بن حنظلة الغنويّ، من المخضرمين ... من قصيدة في «الأصمعيات»، مطلعها:
إنّ العواذل قد أتعبنني نصبا … وخلتهنّ ضعيفات القوى كذبا
... وأقرب شروح البيت إلى المعنى المراد، أن الشاعر ينكر على نفسه أن يعطيه الناس، ولا يعطيهم ويمنعهم، لأن ما قبله يدل عليه، وهو قوله:
قد يعلم الناس أنّي من خيارهم … في الدّين دينا وفي أحسابهم حسبا
والشاهد: «حسن ذا ..» على أن «حسن» للمدح والتعجب، ويجوز في مثله أن تنقل ضمة العين إلى الفاء كما فعل الشاعر، ويجوز فتح الحاء وسكون السين وأصلها «حسن» فشبّه بنعم، وبئس في نقل الحركة، وأصلهما «نعم وبئس» لأنه جاء للمدح. و «ذا» فاعل، و «أدبا»: تمييز. ومن الفوائد اللغوية في «أدبا» أن الأدب الذي كانت العرب تعرفه هو ما يحسن من الأخلاق وفعل المكارم، مثل ترك السفه وحسن اللقاء .. واصطلح الناس بعد الإسلام بمدة طويلة على أن يسمّوا العالم بالنحو والشعر وعلوم العرب أديبا، ويسمّون هذه العلوم، الأدب. وذلك كلام مولد، لأن هذه العلوم حدثت في الإسلام.
واشتقاقه من «الأدب» وهو العجب، أو من الأدب، بمعنى الدعوة إلى المحامد. [اللسان (حسن) والخصائص ج 3/ 40، والخزانة/ 9/ 432].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید