المنشورات

وما أدري أغيّرهم تناء … وطول الدّهر أم مال أصابوا

البيت للحارث بن كلدة من قطعة أولها:
ألا أبلغ معاتبتي وقولي … بني عمّي، فقد حسن العتاب
يقول في معنى الشاهد: أنا لا أعلم ما الذي غيّر هؤلاء الأحبة، أهو التباعد وطول الزمن أم الذي غيرهم، مال أصابوه وحصلوا عليه، فأبطرهم الغنى وأنساهم حقوق الألفة وواجب المودّة، ونسبه العيني إلى جرير، وليس في ديوانه.
قلت: إن العيني يقع في أوهام، فلا تأخذنّ كل ما يقوله إلا بعد مقارنة وتحقيق.
وما: نافية. أدري: مضارع ينصب مفعولين، بمعنى أعلم، وعلّق عن العمل في مفعوليه بسبب الاستفهام بعده .. وجملة أغيّرهم تناء: الفعل والفاعل سدّت مسدّ مفعولي أدري .. أصابوا: فعل وفاعل - والجملة في محل رفع صفة لمال. وقد حذف المفعول به والأصل «أصابوه». والشاهد: (أصابوا) حيث أوقع الجملة نعتا لما قبلها وحذف الرابط الذي يربط النعت بالمنعوت، والذي سهّل الحذف أنّه مفهوم من الكلام. وهو شاهد على جواز حذف الرابط في جملة الصفة. [سيبويه ج 1/ 45، وشرح المفصل ج 6/ 89، وابن عقيل ج 2/ 262، والعيني/ 4/ 60].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید