المنشورات

وإنّي امرؤ من عصبة خندفيّة … أبت للأعادي أن تذلّ رقابها

العصبة: الجماعة من الناس، وخندفيّة: بكسر الخاء والدال، منسوبة إلى خندف: وهي امرأة إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان، وأصل اسمها ليلى بنت حلوان .. لقّبت خندف في قصة مشهورة، وأصل: الخندفة: الإسراع في السير. خندف الرجل: أسرع.
والشاهد: «أبت للأعادي أن تذلّ رقابها» فيكون الجار والمجرور، معمول صلة أن المصدرية تذلّ، تقدّم على «أن» والجمهور لا يجوّز تقديم معمول صلة «أن» المصدرية، ولذلك جعلوا الجار والمجرور متعلّقين بفعل محذوف يقدّر مثله، ويكون المذكور تفسيرا للمحذوف. والتقدير: أبت أن تذل رقابها للأعادي أن تذلّ رقابها .. وهذا تأويل للبصريين مردود، لأنه مستقبح، حيث أرادوا به نقض قول الكوفيين بجواز تقديم معمول الفعل المنصوب بلام الجحود عليه، وقالوا: إنه منصوب بفعل مقدر، في قولك «ما كنت فريدا لأضرب .. والنصوص تشهد للكوفيين وهي أقوى من قياس البصريين المبني على الوهم، والتعليلات التي لم يردها العرب .. والحقّ أنهم وضعوا قواعدهم وعمموها قبل أن يستغرقوا النظر في النصوص جميعها، فلما جابههم خصمهم بالنصوص، تأوّلوها وأخضعوها لمقاييسهم، ولكن من حفظ حجّة على من لم يحفظ.
[الإنصاف ص 596، وشرح المفصل ج 7/ 29].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید