المنشورات

وناهدة الثديين قلت لها اتّكي … على الرمل من جنباته لم توسّد فقالت على اسم الله أمرك طاعة … وإن كنت قد كلّفت ما لم أعوّد

... البيتان لعمر بن أبي ربيعة .. وقوله: وناهدة: أي: ورب ناهدة .. واتكي:
توسدي. وجملة: لم توسّد: حال من الهاء في «لها» والمعنى قلت لها غير موسدة.
وقوله: على اسم الله: متعلق بمحذوف على أنه حال و «على» بمعنى «مع» والمقول محذوف تقديره: فقالت: أفعل مع ذكر الله .. وقد ذكر النحويون البيت الثاني شاهدا على تقدير المبتدأ المحذوف في قوله تعالى طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ [محمد: 21] عند من قدّر المحذوف مبتدأ. وفي البيت: أمرك مبتدأ - وطاعة: خبره.
والبيتان مع بقية القصيدة، يمثلان إحدى مغامرات عمر بن أبي ربيعة، المختلقة الصادرة عن أحلام اليقظة، أو من خيالات الشاعر، ومؤرخو الحياة الاجتماعية في الحجاز، يجعلون هذه القصيدة، وغيرها من شعر عمر، دليلا على فشو الفساد الاجتماعي في المدينة في عهد عمر .. والقصيدة مع كونها خيال شاعر كاذب، هي أيضا قصة غير محبوكة، ولا تتلاءم مع الطبيعة المعروفة للمرأة، فالشاعر يذكر فتاة ناهدة الثديين، أمرها بالاتكاء على الرمل، فما أن سمعت قوله حتى استجابت، ويحكي بعد ذلك قصة ليلة معها .. أقول: إن القصة غير محبوكة، لأن من طبيعة الفتاة، حتى وإن كانت راغبة في الشهوة أن تتمنع وتظهر الدلال، لإثارة شوق صاحبها، وإظهار منزلتها.
وفي رأيي أن الشاعر لم يوفق في كتابة قصته، لأنه لم يوفر لها عنصر التشويق، حيث هجم على موضوعه، فلم
يستمتع القارئ بفنية الحوار الذي يكون بين عاشقين .. وهذا يعطيك دليلا على أن كثيرا من قصص عمر، قد تكون موضوعة عليه. [شرح أبيات مغني اللبيب/ 7/ 321].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید