المنشورات

فلمّا رأى أن ثمّر الله ماله … وأثّل موجودا وسدّ مفاقره

البيت للنابغة الذبياني من قصيدة يعاتب بها بني مرّة، ويحكي في القصيدة قصة الأخوين والحيّة التي يقال لها «ذات الصفا» فيقول:
فإني لألقى من ذوي الضّغن منهم … بلا عثرة والنفس لا بدّ عاثره
كما لقيت ذات الصّفا من حليفها … وكانت تديه المال غبّا وظاهره
فلما رأى .. البيت.
أكبّ على فأس يحدّ غرابها … مذكّرة من المعاول باتره
... وتقول القصة إن أخوين كانا يرعيان بواد فيه حيّة، فقتلت الحيّة أحدهما، فجاء الثاني ليقتلها، فعرضت عليه أن يتركها وتعطيه في كل يوم دينارا وتتركه يرعى، فأعطاها الميثاق على ذلك، فلما كثر ماله، تذكّر أخاه، وأعدّ فأسا لقتلها، فأهوى عليها ولكنه أخطأها، فقطعت عنه ما اتفقا عليه فعاد إليها يطلب الصلح فقالت: كيف أعاودك وهذا أثر فأسك، وأنت ترى قبر أخيك وأنت فاجر لا تبالي بالعهد.
والشاهد في البيت الأول: أنّ الفراء وابن الأنباري جوّزا وقوع أن المصدرية بعد فعل علم غير مؤول بالظنّ كما في البيت، فإن رأى فيه علميّة، ويجوز أن تكون «أن» في البيت مخففة من غير فصل بينها وبين «ثمّر» على الشذوذ، فأن وما بعدها في تأويل مصدر سادّ مسدّ مفعولي رأى، إلا أنها في القول الثاني مخففة واسمها ضمير شأن محذوف، وجملة «ثمّر الله» خبرها. [الخزانة/ 8/ 414].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید