المنشورات

كأنه وجه تركيّين قد غضبا … مستهدف لطعان غير منحجر

البيت للفرزدق من قصيدة هجا فيها جريرا، وشبهه بامرأة، وأفحش في الهجاء، وقد روي البيت بقافية الباء، وهو
من قصيدة رائية، والبيت شاهد أنه إذا أضيف الجزءان لفظا ومعنى إلى متضمنيهما المتحدين بلفظ واحد، فلفظ الإفراد في المضاف أولى من لفظ التثنية كما في البيت ... وجمعه أولى من الإفراد ... قالوا: إن كلّ ما في الجسد منه شيء واحد لا ينفصل كالرأس والأنف واللسان والظهر والبطن والقلب، فإنك إذا ضممت إليه مثله جاز فيه ثلاثة أوجه:
الأول: الجمع، وهو الأكثر نحو قوله تعالى: فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما [التحريم: 4] وإنما عبروا بالجمع والمراد التثنية لأنها جمع.
الثاني: الإفراد: كما قال الشاعر:
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا … فإنّ زمانكم زمن خميص
ومنه البيت الشاهد:
الثالث: التثنية، فتقول: ما أحسن رأسيهما ... والجمع في هذا الباب هو الجيد المختار وبه نزل القرآن، قال تعالى: السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما [المائدة: 38].
[شرح المفصل/ 4/ 157، والخزانة/ 7/ 532].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید