المنشورات

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا … ولقد نهيتك عن بنات الأوبر

من الشواهد المجهولة القائل، وقوله: جنيتك: معناه: جنيت لك، ومثله في حذف اللام وإيصال الفعل إلى ما كان مجرورا، قوله تعالى: وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ [المطففين: 3]، والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ [يس: 39]، وأكمؤ: جمع كمء - بفتح الكاف - ويجمع الكمء على كمأة، أيضا، فيكون المفرد خاليا من التاء، وهي في جمعه، على عكس «تمر، وتمرة»، وهذا من نوادر اللغة، و «عساقل» جمع عسقول، بزنة
عصفور، نوع من الكمأة وكان أصله «عساقيل» فحذفت الياء كما حذفت في قوله تعالى:
وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ [الأنعام: 59]، فإنه جمع مفتاح، وبنات الأوبر: كمأة صغار مزغبة كلون التراب، كأمثال الحصى رديئة الطعم ...
وقوله: ولقد: الواو: للقسم، واللام: للتوكيد، وجنتيك: فعل وفاعل ومفعول أول، أكمؤا: مفعول ثان، وقوله: ولقد: الثانية: الواو عاطفة، واللام: موطئة للقسم.
والشاهد: «بنات الأوبر» حيث زاد «ال» في العلم، مضطرا لأن بنات أوبر علم على نوع من الكماة، والعلم لا تدخله «ال»، ومن الجائز أن تكون «بنات أوبر» نكرة، لأنه لا يريد كمأة بعينها، فصح دخول «ال» عليها. [شرح المفصل/ 5 /
71، والأشموني/ 1/ 172، وشرح أبيات المغني/ 1/ 310].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید