المنشورات

فأبت إلى فهم وما كدت آيبا … وكم مثلها فارقتها وهي تصفر

هذا البيت للشاعر تأبط شرا - ثابت بن جابر بن سفيان - من مقطوعة في حماسة أبي تمام، أولها:
إذا المرء لم يحتل وقد جدّ جدّه … أضاع وقاسى أمره وهو مدبر
وقوله إلى «فهم» اسم قبيلة، وتصفر: أراد تتأسّف وتحزن على إفلاتي منها، بعد أن ظنّ أهلها أنهم قد قدروا عليّ، وقصة ذلك أن قوما من بني لحيان وجدوا تأبط شرّا يشتار عسلا من فوق جبل، ورآهم يترصدونه فخشي أن يقع في أيديهم، فانتحى من الجبل ناحية بعيدة عنهم، وصبّ ما معه من العسل فوق الصخر، ثم انزلق عليه حتى انتهى إلى الأرض، ثم أسلم قدميه للريح، فنجا من قبضتهم، وقوله: وما كدت آيبا، الواو: حالية، وما: نافية، وكدت آيبا: كاد واسمها وخبرها، والجملة حال، وكم مثلها، الواو: للحال، وكم: خبرية مبتدأ، مثلها: تمييز مجرور، وجملة (وهي تصفر): مبتدأ وخبر والواو للحال، فالجملة حالية.
والشاهد: «وما كدت آيبا» حيث أعمل كاد عمل كان فرفع الاسم ونصب الخبر ولكنه جاء بخبرها مفردا، والقياس أن يكون الخبر جملة فعلية فعلها مضارع، وقد أنكر بعض النحاة هذه الرواية، وزعم أنها «وما كنت آيبا».
[الإنصاف/ 544، وشرح المفصل/ 7/ 13، والهمع/ 1/ 130، والأشموني/ 1/ 259، والحماسة/ 83، والخزانة/ 8/ 374].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید