المنشورات

يا تيم تيم عديّ لا أبالكم … لا يلقينّكم في سوأة عمر

البيت لجرير بن عطية من قصيدة يهجو فيها عمر بن لجأ التيمي، وقوله: تيم عدي:
أضاف تيما إلى عديّ، للاحتراز عن تيم مرّة، وعن تيم غالب بن فهر، وهما في قريش ..
لا أبالكم: جملة يقصد بها المدح، ومعناها حينئذ نفي نظير الممدوح، بنفي أبيه، وقد يقصد بها الذم، ومعناها حينئذ أن المخاطب مجهول النسب، قال السيوطي: هي كلمة تستعمل عند الغلظة في الخطاب، وأصله أن ينسب المخاطب إلى غير أب معلوم، شتما له واحتقارا ثم كثر في الاستعمال حتى صار يقال في كل خطاب يغلظ فيه على المخاطب. وقال الأخفش: كانت العرب تستحسن أن تقول: «لا أبالك» وتستقبح «لا أمّ
لك» أي: مشفقة حنونة. وقال العيني: وقد تذكر هذه الجملة في معرض التعجب كقولهم: لله درّك، وقد تستعمل بمعنى: جدّ في أمرك وشمّر، لأن من له أب يتكل عليه في بعض شأنه. ومعنى البيت: احذروا يا تيم عديّ أن يرميكم عمر في بليّة لا قبل لكم بها ومكروه لا تحتملونه، بتعرضه لي، يريد أن يمنعوه من هجائه حتى يأمنوا الوقوع في خطره، لأنهم إن تركوا عمر وهجاءه جريرا، فكأنهم رضوا بذلك، وحينئذ يسلّط جرير عليهم لسانه.
وقوله: يا تيم: منادى، ويجوز فيه الضمّ، على اعتباره مفردا علما. ويجوز نصبه بتقدير إضافته إلى ما بعد الثاني
كما رواه سيبويه. أو بتقدير إضافته إلى محذوف مثل الذي أضيف إليه الثاني، كما هو رأي المبرّد. «تيم» منصوب على أنه منادى بحرف نداء محذوف، أو على أنه تابع بدل أو عطف بيان، أو توكيد للأول باعتبار محله إذا كان الأول مضموما أو باعتبار لفظه إذا كان منصوبا، أو على أنه مفعول به لفعل محذوف. لا أبالكم: لا نافية للجنس. أبا: اسم لا، لكم: اللام حرف جر زائد والكاف في محل جر بهذه اللام، ولكنها في التقدير مجرورة بإضافة اسم «لا» إليها، وخبر «لا» محذوف.
والشاهد: يا تيم تيم عدي .. حيث تكرر لفظ المنادى، وقد أضيف ثاني اللفظين، فيجب في الثاني النصب، ويجوز في الأول الضم والنصب. [سيبويه/ 1/ 26، وشرح المفصل/ 2/ 10، والهمع/ 2/ 122، والأشموني/ 3/ 153، وشرح أبيات المغني/ 7/ 11 وو الخزانة/ 2/ 298 و 4/ 99].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید