المنشورات

ألم تروا إرما وعادا … أودى بها الليل والنهار ومرّ دهر على وبار … فهلكت جهرة وبار

هذان البيتان للأعشى ميمون بن قيس، وإرم، وعاد: جماعتان عظيمتان من العرب ورد ذكرهما في القرآن، «وبار» على وزن قطام وحذام، أرض كانت من محالّ قوم عاد، في صحارى بلاد العرب، أما إرم وعاد: فلم يهلكهما الليل والنهار، وتقادم الزمن، كما قال الشاعر، وإنما أهلكهم الله بذنوبهم، كما ورد في القرآن.
وقوله: تروا: مضارع مجزوم ينصب مفعولين: الأول: إرما، والثاني: جملة أودى.
وقوله: جهرة: منصوب على الظرفية، أو مفعول مطلق، أو حال مؤولة بالمشتق.
والشاهد: (وبار) في المرة الأولى: مبنية على الكسر، وإن كانت منونة فإنّ هذا التنوين للضرورة، ولو كانت معربة لجرّها بالفتحة، لأن الاسم ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، وجاءت «وبار» في المرة الثانية معربة مرفوعة بدليل أن القوافي مرفوعة، وقيل «وبار» الأخيرة هي فعل «باروا» أي هلكوا، وحقها أن تكتب بالواو، والجملة معطوفة، وقال و «باروا» بالتذكير على معنى «الحيّ»، وإن كانت «وبار» من البوار فيصح في لغة أن تحذف واو الجماعة، ويدلّ عليها بالضمة، وقد مضت شواهد على ذلك. [شذور الذهب/ 97، وشرح المفصل/ 4/ 64، والهمع/ 1/ 26، والأشموني/ 3/ 269، والتصريح/ 2/ 225].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید