المنشورات

استقدر الله خيرا وأرضينّ به … فبينما العسر إذ دارت مياسير

نسبوا هذا البيت إلى عنبر بن لبيد العذري، مياسير: جمع ميسور، بمعنى: اليسر بدليل مقابلته بالعسر، وفي هذا اللفظ فائدتان:
الأولى: أنه يؤيد ما ذهب إليه أبو الحسن الأخفش من مجيء المصدر على زنة اسم المفعول، كما جاء على زنة اسم الفاعل، كالعافية.
والثانية: أنه يدل على جواز جمع المصدر، فقد جمع «ميسور» على مياسير. وفي شرح أبيات المغني سمى الشاعر «حريث بن جبلة العذري» وقبل البيت الشاهد:
يا قلب إنّك في أسماء مغرور … اذكر وهل ينفعنك اليوم تذكير
قد بحت بالحبّ ما تخفيه من أحد … حتى جرت بك أطلاقا محاضير
تبغي أمورا فما تدري أعاجلها … خير لنفسك أم ما فيه تأخير
وقوله: استقدر: فعل أمر، أي: اطلب منه تعالى أن يقدّر لك خيرا. ولفظ الجلالة، مفعول أول، و «خيرا» مفعول ثان، بينما: بين: ظرف مكان، و «ما»: زائدة، العسر:
مبتدأ. خبره محذوف. و «إذ»: كلمة دالة على المفاجأة وقد اختلف فيها، فقيل: هي ظرف مكان، وقيل: ظرف زمان، وهي بدل من «بين» أو متعلق بما بعده.
والشاهد: قوله: «إذ» فإنها كلمة تدل على المفاجأة، لأن المعنى يدل على ذلك.
[سيبويه/ 2/ 158، والشذور/ 126، وشرح أبيات المغني/ 2/ 168].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید