المنشورات

أصبح مني الشباب مبتكرا … إن ينأ منّي فقد ثوى عصرا فارقنا قبل أن نفارقه … لمّا قضى من جماعنا وطرا

البيتان للربيع بن ضبع الفزاري، من مقطوعة في نوادر أبي زيد. وقوله: مبتكرا، أي:
سافر في بكرة النهار: يعني: قد استمتعت بالشباب وتلذذت به مدّة، فإن ذهب عني فلا عجب، وقوله: من جماعنا: الجماع: الاجتماع والعشرة، وهذه اللفظة بحسب عرف هذه الأزمان قبيحة، قال هذا، عبد القادر البغدادي، المتوفى سنة 1093 هـ، أي: منذ ثلاثة قرون ومنها تعرف أطوار المعاني التي تكتسبها الكلمة مع مرور الأعصر، بل بسبب التباعد بين الفصيح ولغة المجتمع، ولو قلت في أيامنا «حصل بين فلان وفلان جماع» لكان هذا التعبير محلّ استهجان، ومثلها في أيامنا كلمة «العرصة» في اللهجة الدارجة الشامية، وكلمة «علق».
والشاهد في البيت الثاني: أنّ الفعل «فارق» لا يراد به هنا وقوعه وإنما يراد به إرادة المفارقة. [شرح أبيات مغني
اللبيب/ 8/ 90].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید