المنشورات

حسب المحبين في الدنيا عذابهم … تالله لاعذّبتهم بعدها سقر

البيت لشاعر اسمه المؤمّل - اسم مفعول - بن أميل بن أسيد المحاربي، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية.
قال ابن هشام في باب «لا» فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة، أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلا ماضيا لفظا وتقديرا وجب تكرارها، قال: ومثال عدم وجوب التكرار بعدم قصد الماضي، إلا أنه ليس دعاء قول الشاعر .. وذكره، فالفعل «عذّبتهم» مستقبل في المعنى، لأن التقدير «لا تعذبهم في الآخرة» بدليل قوله «في الدنيا».
وروى صاحب الأغاني قال: رأى المؤمّل في نومه قائلا يقول له: أنت المتألي - الحالف - على الله أنه لا يعذب المحبين حيث يقول: (وذكر البيت) .. فقال: نعم، فقال: كذبت يا عدوّ الله، ثم أدخل أصبعيه في عينيه وقال له: أنت القائل؛ [من القصيدة نفسها].
شفّ المؤمّل يوم الحيرة النظر … ليت المؤمّل لم يخلق له بصر
هذا ما تمنيت، فانتبه فزعا فإذا، هو قد عمي. أقول: ومع أنّ الأصبهاني يكذب في أكثر قصصه، إلا أنني لا أستبعد حصول هذا الأمر، لأن الشاعر أرخى الحبل للعابثين، لكي يستمروا في عبثهم، فجعله الله عبرة لهم. [شرح أبيات المغني/ 4/ 391، والخزانة/ 8/ 332].


مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید