المنشورات

وما راعني إلا يسير بشرطة … وعهدي به قينا يسير بكير

البيت لرجل من بني أسد يقال له: معاوية بن خليل النصري، يهجو رجلا يلقب فرّوجا، واسمه إبراهيم بن حوران.
وقوله: راعني: قد يكون بمعنى: أفزعني، أو من راعني بجماله، أي: أعجبني ويكون هذا على التهكم، والشرطة: على وزن غرفة، وصاحب الشرطة: الحاكم، والشّرطة:
الجند، والجمع: شرط، كرطب، وهم أعوان السلطان لأنهم جعلوا لأنفسهم علامات يعرفون بها، الواحد شرطة، مثل غرف وغرفة، وإذا نسبت إلى هذا قلت: شرطي بالسكون، ردا إلى واحده، والقين: الحداد، وهو في الأصل كلّ صانع، وقوله: يسير:
يروى: يفشّ، والفش: إطلاق الريح المحبوسة ونحوها، والكير: بكسر الكاف، المنفخ، وأما كانونه الذي يوقد فيه الفحم فهو: الكور بضم الكاف.
والبيت شاهد على أنّ جملة «يسير» فاعل راعني، وخرّج على أن الأصل «إلا أن يسير» فإن والفعل في تأويل مصدر مرفوع، فاعل راعني، ولما حذفت (أن) ارتفع الفعل، وبعد ذهاب أثرها وهو النصب، لوحظت مع الفعل فصار مصدرا فاعلا لراعني، بملاحظتها، وهذا خاص بضرورة الشعر، وقد يقدر الفاعل مستترا، والجملة تكون حالا، والتخريج الأول له شواهد مسموعة، كقولهم «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه»، ورواية «ألا أيّهذا الزاجري أحضر الوعي» بنصب أحضر. [شرح المغني/ 6/ 304].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید