المنشورات

تسائل بابن أحمر من رآه … أعارت عينه أم لم تعارا

البيت لعمرو بن أحمر الباهلي، وقوله: عارت عينه في البيت معناه سال دمعها. وقوله:
أم لم تعارا: كان القياس أن يقول: أم لم تعر، فيسكن الراء للجزم ويحذف الألف التي هي عين الفعل، للتخلص من التقاء الساكنين، ولكنه فتح الراء مع الألف. وتوجيه ذلك على الفصيح أن يقدر الفعل مؤكدا بالنون الخفيفة، وهذه النون يفتح ما قبلها ولا يلزم حذف العين الساكنة ولو كان الفعل مجزوم المحل، ثم إنّ هذه النون تقلب ألفا عند الوقف.
ويروى صدر البيت «وربّت سائل عني حفيّ» وربت: هي ربّ التي أصلها الدلالة على التقليل وقد يستعمل في التكثير، كما هنا. وحفيّ: صفة من حفي به، كرضي، حفاوة:
أكثر السؤال عنه فهو حاف وحفيّ، كغني وبه فسّر قوله تعالى: كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها [الأعراف: 187].
ومحلّ الشاهد في البيت «عارت» فإن هذه لغة قليلة نادرة مع أنها مقتضى قياس العربية وذلك لأن الأصل «عور» بوزن «فرح» والواو إذا تحركت وانفتح ما قبلها على هذه الصفة
انقلبت ألفا، ولكنهم التزموا في «عور» وبعض حروف أخرى التصحيح ولم يعلوهن.
[شرح المفصل ج 10/ 75].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید