المنشورات

أعلمت يوم عكاظ حين لقيتني … تحت الغبار فما خططت غباري أنّا اقتسمنا خطّتينا بيننا … فحملت برّة واحتملت فجار

البيتان للنابغة الذبياني، يخاطب زرعة بن عمرو الكلابي، وكان لقيه بعكاظ وأشار
عليه أن يشير على قومه أن يغدروا ببني أسد، وينقضوا حلفهم فأبى عليه النابغة. وجعل خطته التي التزمها من الوفاء (برّة) وخطة زرعة لما دعاه إليه من الغدر (فاجرة) وبلغ النابغة أن زرعة هجاه وتوعده.
وقوله: أعلمت: الاستفهام تقريري، وخططت: شققت، يقال: ما خطّ غباره، أي:
لم يدن منه، ولم يتعلق به.
وقوله: أنّا: مفتوحة الهمزة، لأن مصدرها سدّ مسدّ مفعولي (علم) والخطّة: الحالة والخصلة.
وقوله: فحملت .. الخ يقول: بررت أنا، وفجرت أنت.
والشاهد في البيت الثاني (فجار) وهو اسم للفجرة، معدول عن مؤنث، كأنه عدل عن الفجرة بعد أن سمي به الفجور، كما سمي البرّ «برّة» ولو عدلها لقال: برار كما قال «فجار» وفي القصة كلام مطوّل، انظر [كتاب سيبويه ج 2/ 38، والخزانة ج 6/ 327، والأشموني ج 1/ 137، والهمع ج 1/ 29] ومما يستشهد به له:
فلتأتينك قصائد وليدفعن … ألف إليك قوادم الأكوار
للنابغة من القصيدة السابقة يقول: والله لأغيرنّ عليك بقصائد الهجو ورجال الحرب وروي بنصب «ألف» ورفع
«قوادم» يقول: لتركبن إليك نجائب تدفع إليك جيشا، والكور: بالضم، الرحل، وقادمته: العودان اللذان يجلس بينهما الراكب. [الخزانة/ 6/ 333].



مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب


تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید