المنشورات

لقد رأيت عجبا مذ أمسا … عجائزا مثل السعالي خمسا يأكلن ما في رحلهن همسا … لا ترك الله لهنّ ضرسا ولا لقين الدّهر إلا تعسا

يقول: إنه رأى عجبا في اليوم الذي قبل يومه، وقد بيّن هذا العجب بأنه خمس نساء عجائز يشبهن الغيلان، ويأكلن ما في رحالهن من الطعام أكلا خفيّا، ثم دعا عليهن بأن يقلع الله جميع أضراسهن. لقد: اللام واقعة في جواب قسم محذوف، والتقدير: والله لقد رأيت.
وعجبا: أصله رأيت شيئا عجبا، حذف الموصوف وأقيم الوصف مكانه، وأخذ إعرابه. و «مذ» حرف جر، (أمس) مجرور علامة جره الفتحة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن الأمس، عجائزا: بدل من «عجبا» وصرفه للضرورة، و «خمسا» بدل من «عجائزا» أو صفة له، وهمسا: مفعول مطلق، وأصله صفة لمصدر محذوف (أكلا همسا).
والشاهد: «مذ» فإنها جاءت مفتوحة بدليل قوافي بقية الأبيات، مع أنها مسبوقة بحرف الجر «مذ»، فدل ذلك أن هذه الكلمة تعرب بالفتحة نيابة عن الكسرة عند جماعة من العرب، وقد جاءت مرفوعة أيضا في شاهد آخر وهو:
اعتصم بالرجاء إن عنّ بأس … وتناس الذي تضمن أمس
أمس: فاعل مرفوع بالضمة. [سيبويه/ 2/ 44، والشذور/ 99، والهمع/ 1/ 209].




مصادر و المراجع :

١-  شرح الشواهد الشعرية في أمات الكتب النحوية «لأربعة آلاف شاهد شعري»

المؤلف: محمد بن محمد حسن شُرَّاب

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید